أدوية التخسيس مثل أوزمبيك قد تلحق أضرارا دائمة بالفم والأسنان
منوعات
أدوية التخسيس مثل أوزمبيك قد تلحق أضرارا دائمة بالفم والأسنان
10 حزيران 2025 , 13:57 م

أحدثت أدوية مثل أوزمبيك (Ozempic) وويغوفي (Wegovy) ثورة في عالم إنقاص الوزن، حتى أُطلق عليها اسم "العقاقير المعجزة"، غير أن الاستخدام المتزايد لها كشف عن آثار جانبية غير متوقعة، ليس فقط في الشكل الخارجي، بل أيضا في صحة الفم والأسنان، والتي قد تكون دائمة وغير قابلة للعلاج.
- الوجه المترهل ورائحة الفم: أعراض تتعدى الميزان
من الآثار الجانبية الشائعة والمعروفة حاليا لمستخدمي أوزمبيك ما يُعرف بـ"وجه أوزمبيك"، حيث يصبح الوجه غائرا ويفقد مظهره الممتلئ، ما يؤدي إلى زيادة التجاعيد وترهل الجلد، ويعود ذلك إلى تأثير المادة الفعالة سيماغلوتيد (Semaglutide) التي لا تقتصر على إذابة الدهون في مناطق محددة، بل تؤثر على دهون الجسم بأكمله، بما في ذلك الوجه.
لكن التأثير لا يقف عند المظهر فقط، فالمشكلة تمتد إلى جفاف الفم، رائحة الفم الكريهة، وتلف الأسنان نتيجة تغيرات في إفراز اللعاب وتكرار القيء.
- جفاف الفم: بداية سلسلة من المشكلات
تؤثر مادة السيماغلوتيد على الغدد اللعابية، حيث تقلل من إفراز اللعاب (حالة تعرف طبيا بـنقص إفراز اللعاب أو Hyposalivation)، ما يؤدي إلى جفاف الفم أو Xerostomia.
ويعتقد الباحثون أن السيماغلوتيد يجعل اللعاب أكثر لزوجة، وبالتالي تقل كمية السوائل اللازمة لترطيب الفم.
كما أن هذه الأدوية تقلل من الإحساس بالعطش عبر تأثيرها على مراكز العطش في الدماغ، مما يُقلل من تناول الماء وبالتالي يزيد من الجفاف.
- رائحة الفم الكريهة: بكتيريا تبحث عن بيئة جافة
قلة تدفق اللعاب تشجّع نمو بكتيريا ضارة، مثل Streptococcus mutans وPorphyromonas gingivalis، والتي تنتج مركبات كبريتية متطايرة تسبب رائحة الفم الكريهة.
كما أن نقص اللعاب يمنع تنظيف اللسان بشكل طبيعي، ما يؤدي إلى تراكم البكتيريا على سطحه وظهور ما يُعرف بـ"لسان مشعر"، وهو مظهر مغطى بطبقة بيضاء أو صفراء. 
- تآكل مينا الأسنان: عندما يتحول القيء إلى عدو دائم
من الآثار الشائعة للسيماغلوتيد الغثيان والقيء المتكرر، حيث تؤخر هذه الأدوية إفراغ المعدة مما يُسبب شعورا دائما بالامتلاء والانتفاخ.
والخطر الحقيقي يكمن في أن القيء المتكرر يعرض الأسنان لأحماض المعدة، خاصة حمض الهيدروكلوريك، مما يؤدي إلى تآكل مينا الأسنان، وخصوصًا السطح الداخلي للأسنان القريبة من اللسان.
وعندما يتزامن القيء مع انخفاض إنتاج اللعاب، تزداد خطورة التلف، لأن اللعاب يلعب دورًا محوريًا في تحييد الأحماض وتكوين طبقة واقية على الأسنان تُعرف بـ"غشاء اللعاب الواقي".
- كيف تحمي فمك أثناء استخدام أوزمبيك؟
لحسن الحظ، هناك خطوات وقائية فعالة يمكن اتباعها:
شرب كميات كافية من الماء (من 6 إلى 8 أكواب يوميا) للحفاظ على ترطيب الفم وتحفيز إنتاج اللعاب.
مضغ علكة خالية من السكر، ويفضل أن تحتوي على زيت الكافور (Eucalyptus) للحد من الرائحة الكريهة.
تناول البروبيوتيك سواء كمكملات غذائية أو من خلال أطعمة مثل الزبادي والكفير للمساعدة في توازن البكتيريا الفموية.
الاهتمام بنظافة الفم من خلال تنظيف الأسنان مرتين يوميا، والتقليل من تناول السكريات والأطعمة الحمضية، واستخدام غسول الفم.
تناول وجبات صغيرة لتقليل احتمالية الغثيان والقيء.
تجنب تنظيف الأسنان بعد القيء مباشرة؛ بل يُنصح بشطف الفم بالماء أو غسول الفم وانتظار 30 دقيقة قبل استخدام فرشاة الأسنان.
- أضرار دائمة رغم فعالية مؤقتة
من غير المعروف إلى أي مدى تدوم هذه الآثار الجانبية بعد إيقاف الدواء، لكن ما هو مؤكد أن تلف الأسنان الناتج عن القيء والأحماض لا يمكن عكسه.
أما الآثار الهضمية كالغثيان، فغالبا ما تزول تلقائيا بعد عدة أسابيع، إلا إذا تم تناول جرعات أعلى.
بينما تُظهر أدوية مثل أوزمبيك وويغوفي فعالية مذهلة في تقليل الوزن، يجب ألا نغفل عن الآثار الجانبية الصامتة التي قد تترك أثرا دائما في صحة الفم والأسنان، الفم هو مرآة الجسم، والحفاظ عليه لا يقل أهمية عن فقدان الوزن.

المصدر: theconversation.com