اليمن: الحديدة تحت النار... وردعٌ من البحر الأحمر,  تحقيق في استهداف العدو الإسرائيلي لميناء الحديدة والرد اليمني الساحق
أخبار وتقارير
اليمن: الحديدة تحت النار... وردعٌ من البحر الأحمر, تحقيق في استهداف العدو الإسرائيلي لميناء الحديدة والرد اليمني الساحق
د. بدور الديلمي
11 حزيران 2025 , 10:56 ص


إعداد: بدور الديلمي - اليمن

في ساعات الفجر الأولى من أحد أيام مايو 2025، اهتزت مدينة الحديدة على وقع دوي انفجارات عنيفة هزّت محيط الميناء، أحد أهم شرايين الحياة الاقتصادية لليمن. طائرات مسيّرة إسرائيلية، في خطوة تصعيدية خطيرة، شنت غارة على الميناء بذريعة أنه يُستخدم لأغراض "عسكرية" من قبل القوات المسلحة اليمنية – أنصار الله.

الاستهداف: عدوان متعدد الرسائل

الغارة الإسرائيلية لم تكن حدثًا منعزلاً، بل جاءت ضمن سياق تصاعدي منذ إعلان القوات اليمنية تضامنها الميداني مع غزة ضمن معادلة "وحدة الجبهات" التي تبنّتها القوى المقاومة في المنطقة. فقد شكّل مضيق باب المندب وميناء الحديدة نقطة استراتيجية لا يمكن تجاوزها، خاصة بعد أن تحوّلت السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها إلى أهداف مشروعة للقوات اليمنية.

مصدر عسكري في القوات البحرية اليمنية – فضّل عدم الكشف عن هويته – أكّد في حديث خاص لهذا التحقيق أن "العدو الصهيوني أراد أن يبعث رسالة مزدوجة: الأولى لقوى المقاومة بوقف عمليات الردع البحري، والثانية لحلفائه الغربيين الذين باتوا يرون في استمرار العمليات اليمنية تهديدًا مباشرًا لأمن خطوط الملاحة الدولية".

الحصيلة الميدانية: أضرار محدودة لكن الرسالة وصلت

الغارة، رغم دقتها، لم تُسفر عن خسائر بشرية كبيرة نتيجة إخلاء الميناء مسبقًا إثر رصد تحركات معادية في الأجواء. إلا أن البنية التحتية لمخازن الحاويات ومرافئ التفريغ تعرضت لأضرار وصفتها مصادر محلية بأنها "جزئية لكن مؤثرة"، خصوصًا في ظل الحصار الاقتصادي الخانق الذي تعانيه البلاد منذ سنوات.

في هذا السياق، علّق خبير الشؤون اللوجستية في الحديدة، المهندس عبدالكريم السماوي، قائلاً: "هذا الميناء لا يخدم القوات المسلحة فقط، بل هو شريان حياة لملايين اليمنيين. استهدافه يُعدّ جريمة مزدوجة: اقتصادية وإنسانية".

الرد اليمني: صواريخ في عرض البحر

لم تتأخر القوات المسلحة اليمنية كثيرًا في الرد. ففي اليوم التالي، أعلنت القوات البحرية تنفيذ عملية نوعية في البحر الأحمر، استهدفت سفينة تجارية مرتبطة بشركة إسرائيلية كانت تبحر قرب السواحل الإريترية. العملية تمت باستخدام صواريخ بحر-بحر متوسطة المدى وطائرات مسيّرة هجومية، وتم توثيقها ونشر مشاهد مصورة لها عبر وسائل الإعلام التابعة للقوات اليمنية.

الناطق الرسمي للقوات المسلحة، العميد يحيى سريع، قال في بيان متلفز:

> "نؤكد للعدو الصهيوني أن استهداف منشآتنا الحيوية لن يمر دون رد، وأي تصعيد في البحر الأحمر سيواجه بتصعيد أكبر. أمن الحديدة هو جزء من أمن صنعاء وغزة وبيروت".

الدلالات الاستراتيجية

الرد اليمني لم يكن فقط عسكريًا، بل حمل دلالات استراتيجية تؤكد أن المعركة البحرية في البحر الأحمر باتت مرتبطة مباشرة بالعدوان الإسرائيلي على غزة. فالقوات المسلحة اليمنية باتت تعتمد تكتيك "الرد المتناسب"، حيث يُقابل أي اعتداء صهيوني على اليمن بعمليات نوعية ضد المصالح الإسرائيلية في البحر.

المحلل العسكري الدكتور عبدالسلام الهمداني يعلّق لـ"صوت اليمن الحر":

> "ما جرى يؤكد أن اليمن لم يعد مجرد ساحة داخلية، بل تحول إلى لاعب إقليمي يملك القدرة على الردع. دخول إسرائيل على خط المواجهة البحرية يعني أن الصراع لم يعد محصورًا بين غزة وتل أبيب، بل بات مفتوحًا على مصراعيه".

خاتمة: الميناء ليس وحده في الميدان

يظل ميناء الحديدة شاهدًا حيًا على تصاعد الصراع الإقليمي وتحوله إلى مواجهة متعددة الأطراف. ومع كل غارة، وكل صاروخ، يتّضح أكثر أن اليمن، بقدراته الصاروخية والبحرية، دخل معادلة الردع الكبرى في المنطقة.

رسالة الحديدة واضحة: من يقترب من الميناء، يقترب من صواريخ الرد والبحر الغاضب.

[11/06, 00:15] بدور الديلمي اليمن: اليمن ترد: القوات المسلحة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية في عملية عسكرية جديدة

تحقيق – بدور الديلمي -اعلامية يمنية

في تطور لافت على خارطة الصراع في المنطقة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية – أنصار الله، اليوم، تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد أهداف إسرائيلية، وذلك في إطار ما وصفته بـ"الرد على المجازر المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، و"استمرار الدعم الأمريكي المفتوح للاحتلال الإسرائيلي".

■ تفاصيل العملية

في بيان رسمي بثته وسائل الإعلام التابعة للقوات المسلحة اليمنية، أكد العميد يحيى سريع، الناطق الرسمي باسم الجيش، أن العملية شملت:

إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة بعيدة المدى.

إرسال عدد من الطائرات المسيّرة الهجومية.

استهداف مباشر لمواقع عسكرية ومنشآت حيوية إسرائيلية، أبرزها في منطقة إيلات.

وأشار سريع إلى أن "العملية نُفذت بعد عملية رصد استخباراتي دقيق"، وأن "الصواريخ والطائرات المسيّرة أصابت أهدافها بدقة عالية".

■ خلفية التصعيد

جاء هذا الهجوم بعد أيام من مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات بقطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال. وقد اعتبرت القوات اليمنية أن الصمت الدولي والتواطؤ الأميركي يشكلان مبرراً لمواصلة الرد العسكري.

■ جبهة البحر الأحمر تشتعل مجددًا

ما يميز هذه العملية الجديدة هو أنها توسّع في نطاق العمليات اليمنية، حيث تجاوزت استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وباب المندب، لتصل إلى العمق الإسرائيلي الجغرافي.

وتزامن الهجوم مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الأميركية والبريطانية في مناطق جنوب البحر الأحمر، وسط توقعات برد فعل غربي أو عمليات عسكرية انتقامية ضد اليمن.

■ الموقف الإسرائيلي والدولي

رغم أن الإعلام الإسرائيلي لم يعترف رسمياً بحجم الأضرار، إلا أن مصادر عسكرية تحدثت عن اعتراض بعض المسيّرات فوق البحر، بينما لم تتمكن منظومات الدفاع الجوي من اعتراض كافة الصواريخ، وهو ما يشير إلى تطور القدرات الصاروخية اليمنية.

من جانبها، اتهمت الولايات المتحدة اليمن بتنفيذ عمليات "نيابة عن إيران"، وهو ما رفضته صنعاء، مؤكدة أن القرار "سيادي وشعبي"، نابع من "الموقف القومي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة".

■ لماذا لا يمكن تجاهل اليمن؟

منذ انخراط القوات المسلحة اليمنية في الصراع الإقليمي عقب العدوان على غزة، باتت صنعاء لاعباً فاعلاً في محور المقاومة، ونجحت في تحويل البحر الأحمر إلى جبهة ضغط على إسرائيل وحلفائها، سواء عسكرياً أو اقتصادياً.

ويقول المحلل السياسي اللبناني، د. حسام معروف، في حديث لـ«الصحيفة»:

> "اليمن اليوم لم تعد مجرد ساحة حرب أهلية، بل تحولت إلى منصة صاروخية فاعلة في الصراع العربي الإسرائيلي. وهي تعيد تعريف قواعد الاشتباك في المنطقة."

■ الخلاصة:

في ظل الصمت العربي الرسمي، والتطبيع المتسارع، تشكّل العمليات العسكرية اليمنية نموذجاً مختلفاً من الدعم المباشر لغزة، تتجاوز الشعارات والخطابات، إلى مواجهة عسكرية فعلية مع إسرائيل.

وبينما تتسابق عواصم عربية في الحديث عن "السلام"، يعلو صوت الطائرات المسيّرة من صنعاء، لتقول:

"إن لغزة ظهيراً… من الجبال اليمنية".

الاعلامية اليمنية بدور الديلمي

المصدر: موقع إضاءات الإخباري