١٣/٦/٢٠٢٥
;كتب الدكتور ميخائيل عوض:
١
تجرأ نتنياهو ووجه ضربة مؤلمة لإيران وقيادتها ومنشآتها وخبرائها، وحققت ضربته مفاجأة صاعقة وبعض أهدافها، ما يثير الربية والتساؤلات كمثل: لماذا لم تتنبأ بها إيران وقد اخترقت الأمن الإسرائيلي وجلبت عشرات آلاف الوثائق؟ّ، وان كانت تنبأت أو أُبلغت لماذا لم يتحصن القادة والخبراء؟!
ما يبطن حجم الاختراقات الأمنية الإسرائيلية، أو حجم الاطمئنان للمكانة والقوة، وافتراض أنَّ نتنياهو مردوعاً ولن يقامر/ -حالة لبنان والمقاومة تتكرر- والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين؟
٢
قامر نتنياهو ودفع الأمور إلى خواتيمها، وقد برَّ بوعده بأن الحرب وجودية ولن تنتهي قبل أن يسحق محور المقا//ومة، ويفرض مشيئته وأوسطه وإسرائيله اليهودية والمهيمنة.
دفع بالحرب إلى مسارحها الجديدة والأوسع والأخطر كلفة والأثمن نتائج؟
٣
ما كان يتجنبه الإيراني وقع فيه، وما كان ذريعة لعدم المبادرة والتصعيد منذ طوفان الأقصى العجائبية وتردده وانتظاريته، منذ توحدت الجبهات بنظرية عدم إعطاء نتنياهو مبرر لجر إيران للحرب وقعت الحرب وبمبادرة من نتنياهو وبدون ذريعة. فنتنياهو وترمب لا يبحثون عن ذرائع ولا يستمعون لتبريرات الإيرانيين وحلفائهم، وعندما يبدؤون الحرب يسقطون كل الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك وقواعد الردع، ويمسكون الزمام ويبادرون ويفاجؤون، فالحرب خديعة ومفاجأة وسرعة.
٤
ترمب جهز المسرح الإعلامي والرأي العام وعلِم بالعدوان وربما نسقه، وبكل تأكيد أمريكا وقواعدها وأسلحتها شريكاً عملياً، فليس من عاقل يقبل ذرائع أو ادعاءات ومزاعم. وكان بيد ترمب وقف الحروب ومنع العدوان، وبعدم فعلته فهو شريكٌ مسؤولٌ عن النتائج.
ربما ترمب أعطى الضوء الأحمر، ومنطقه أن نتنياهو متمرد وإسرائيل باتت عبئاً جامحاً لا إمكانية لإخضاعها، وإيران نداً وقوة اقليمية صاعدة، فتوريط نتنياهو مكسب إن استنزف وأسقط إيران أو دمر بنيتها وآخر نهضتها، وإذا فشل نتنياهو وانكسرت إسرائيل وانتهى دورها وأزيلت فلا خسارة بعد ان تحولت إلى عقدة وعبء. وبذلك يحقق تاجر الصفقات مكاسبه كيفما جرت الأمور. إلا إذا أوفت إيران بوعودها واستهدفت القواعد الأمريكية، وأقفلت المضائق، وحولت الإقليم إلى كتلة نار كما كانت تهدد وتطمن.
٥
الحرب بدأت والضربات الأولى مؤلمة لإيران، وبحسب تجربتنا اللبنانية ربما يخبئ نتنياهو في جعبته مفاجآت وضربات أكبر وأخطر، فاختراقاته لإيران وبنيتها عتيقة وعميقة وقد تجاوز خرق البيجرات واغتيال القادة والسيدين في بيروت.
الأمر برمته ومستقبل إسرائيل وإيران والإقليم وكثيراً من تطورات وتوازنات العالم يتوقف على جاهزية إيران وصلابتها ومتانة نظامها وولاء جيشها وحرسها ومجتمعها.
فمنطق الاشياء وتاريخ الحروب والعلوم العسكرية تقطع بأنَّ ميزان القوى الكلي والبيئة الاستراتيجية "طابشة" بقوة لصالح إيران كما كانت لصالح المقاومات والجبهات التي توحدت، إلا أن التطورات تقف على وعي الأمر والإرادة والاستثمار وتفعيل الإمكانات والقدرات.
المنطق يقول أنَّ إيران ستفعلها، أما تجربة المقاومة في لبنان فمحبطة حقاً وترسم إشارات تساؤل هل تصاب إيران بما أصيبت به المقاومة في لبنان؟!!!
العلم عند الله وإيران، والرد ومستواه والكشف عن قدرات إيران هو القول الفصل.
٦
بدأت الحرب الواسعة والإقليمية والكبرى للتو، وستبلغ ذروتها وتأخذ مداها لتقرر مسارات مستقبلية مختلفة ونوعية.
إن ردت إيران يفرض المتابعة اللصيقة ودقيقة بدقيقة، وإن كان الرد استعراضياً وغير مكافئاً ولا فائضاً ويزيد فالضربات لها ستتلاحق وربما التوترات الداخلية وعلى الحدود، وتدخل إيران الحقبة السورية وما بلغته. أما إذا حزمت أمرها واقتنعت أننا في زمن العصف والتحرير، فستنجح في احتواء الخسائر والتعويض، وستفرض إرادتها ورؤيتها. وفي أول النتائج إزا/لة إسر/ائيل ومعها النفوذ الانجلو سكسوني وكيانات ونظم سايكس بيكو ونواتج الحرب العالمية الأولى، فقد دنت مهمة إعادة تشكيل الإقليم جغرافية ونظماً والجاري دليل قاطع.
إنها حرب وجودية قلناها من اليوم الأول. وفي الحرب الوجودية من يُهزم لن يكون له وجود وتأثير من بعد.
إيران قادرة ومتمكنة، والبيئات والتوازنات لصالحها، والأمل أن تفعلها وتنقلب على استراتيجيات الانتظارية والصبر والذبح بالقطنة. فالذبح بالحرب بالسوخوي والصو//اريخ الفرط صوتية والمسيرات النوعية.
الاشتراك بقناة "الأجمل آت مع ميخائيل عوض" ليصلكم كل جديد لحظةً بلحظةً على منصة youtube على الرابط:
https://youtube.com/channel/UCobZkbbxpvRjeIGXATr2biQ?si=b1NslvJHyrbXGHjv



