إما الرد حفظا لماء الوجه و تثبيت شي من الردع و إما بداية نهاية النظام و بدء القبضة الأمرو- اسرائيلية النفسية و المادية تقبض على كل الشرق الاوسط.؟
اذا منشآت نووية رئيسية ، مراكز و مصانع استراتيجية عسكرية بالإضافة لقيادات عسكرية من الصف الاول تحت النار و من بين الشهداء عسكريون رفيعو المستوى و علماء نوويين.
حدث ذلك ليلة 13 حزيران، حين أعلن الجيش االإسرائيلي بدء عملية عسكرية كبرى بعنوان "الأسد الصاعد" ، حيث قامت أكثر من 200 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بقصف مئات الأهداف في إيران ، شملت الأهداف قواعد عسكرية و منشآت نووية، و ملاجئ قيادة للقوات المسلحة و مراكز بحث و تطوير.، إنها عملية وقائية وردع كما زعمت قيادات الكيان و تهدف إلى منع إيران من صنع أسلحة نووية و وفقًا للمخابرات الإسرائيلية، فقد اقتربت طهران بالفعل من "نقطة اللاعودة".
في البيان الرسمي اكد ان 200 مقاتلة إسرائيلية شنت غارات على أكثر من 100 هدف منها مقرات للحرس الثوري الإيراني تركزت الهجمات على نطنز و فوردو و كرمانشاه و خرم آباد، بالإضافة إلى طهران و أصفهان و تبريز و مدن رئيسية أخرى ،كما أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل عدد من الشخصيات البارزة من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، و ستة علماء نوويين على الأقل مشاركين في البرنامج النووي الإيراني.
بالإضافة إلى ذلك دُمرت منشآت تخصيب اليورانيوم و قواعد الصواريخ، و هي منشآت بالغة الأهمية للقوة الدفاعية و الهجومية الايرانية ، و سارعت القيادة في إيران بتعينات عاجلة في القيادة العليا تعويضا لمن قتلوا في العدوان حيث تولى حبيب الله سياري منصب رئيس هيئة الأركان العامة بالإنابة، و تولى أحمد وحيدي قيادة الحرس الثوري الإيراني كتأكيد على تماسك الهيكلية العسكرية و السياسية و لكن هذا لا يكفي...
ثم بعد ساعات قليلة، ردت طهران. و صرح العميد إيفي ديفرين بأن إيران أطلقت أكثر من 100 طائرة مسيرة على إسرائيل جميعها في الجو و سيستغرق وصولها عدة ساعات و ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن الجيش الإسرائيلي "يعمل على إسقاطها" بعد ان أغلقت إسرائيل مجالها الجوي و أعلنت حالة الطوارئ، و وضعت المستشفيات في حالة تأهب قصوى، و حثت السكان على اتباع أوامر الدفاع المدني ، بالإضافة إلى ذلك ، تم إقلاع طائرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و حلقت فوق البحر الأبيض المتوسط، ثم اختفت عن الرادار - ربما بسبب بروتوكول أمني معين و إيقاف جهاز الإرسال و الاستقبال.
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على العدوان قائلاً: إن تل أبيب ستواجه "مصيرًا مريرًا و رهيبًا".
كما أعقب الهجوم تصرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن البيت الأبيض لم يكن متورطًا في العملية الإسرائيلية، مؤكدًا أن الأولوية لا تزال لحماية القوات الأمريكية في المنطقة. في الوقت نفسه، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا لمناقشة عواقب الصراع، وفقًا لما ذكرته شبكة CNN.
اعتقد بالنظر إلى حجم العملية، لن تكتفي إيران بإطلاق مئات الطائرات المسيرة وانتظار موجة الهجوم الثاني ..! ام انها فقدت هذه الامكانيات بعد الضربة الاولى خلال حرب غزة و الثانية اليوم.؟
لذلك التصعيد الحالي قد يتطور إلى صراع إقليمي يضم حلفاء من كلا الجانبين. و بالنظر إلى أن الضربات أصابت البنية التحتية النووية الإيرانية، فمن المتوقع رد فعل قوي. قد يصبح مقتل قادة عسكريين وعلماء نقطة اللاعودة، ليس في البرنامج النووي، بل في المواجهة نفسها.
و هناك رسائل تؤكد مشاركة طيران امريكي انطلق من قاعدة العيديد الامريكية في قطر.
نعود إلى السابع من تشرين و عملية حماس ،و السؤال المشروع ،هل اخطأت في الانفراد دون بقية المحور بالقرار و لم تدرس احتمالية التدحرج و إستغلال الكيان الميداني و الإعلامي لبدء تغيير وجه الشرق الاوسط...؟
هل دخل حزب الله معركة الإسناد المحدودة ام كان عليه تفعيل كل إمكانياته في حرب شاملة باستعمال كل ما لديه..؟
و هل ارتكب النظام السابق السوري خطيئة الاكتفاء بالدعم اللوجيستي و دفع ثمن ذلك غاليا و لو كان على علم بان الجيش السوري سوف يصبح بلا اسلحة استراتيجية هل تردد في شن حرب اسناد حقيقية...؟
ثم هل حقيقة ان إيران منعت الحزب بعد موجة تدمير و القصف الشامل للبنان و مناطقه لاكثر من الف وخمسمائة غارة على مراكز و مخازن اسلحة الحزب من إطلاق على مايقال اربع مئة صاروخ دقيق على اهداف قاتلة في عمق الكيان الإسرائيلي آنذاك..؟
لهذه الاسباب والتردد كله بدا المحور يتهاوى إلى أن اتى دور إيران و قد تصبح الخارطة العسكرية الامنية لكل من غزة الى لبنان و سورية و اليوم إيران ارض و سماء تحت سيطرة سلاح الجو الاسرائيلي يسرح و يمرح ،يقصف ما يراه و يزعم انه تهديدا لأمنه الوجودي.
لذلك لا أعتقد امام طهران من مخرج إلا استعادة الاعتبار و الهيبة المكسورة و بالتالي الحفاظ على مابقي لها من حلفاء بعد تناثر الثقل العسكري و الاستراتيجي للمحور الذي عرفناه.
قبل الحرب على غزة.



