كشف باحثون من معهد ETH في زيورخ عن جهاز مبتكر يمكن دمجه داخل الفوطة الصحية ويهدف إلى رصد علامات بيولوجية في دم الدورة الشهرية للكشف المبكر عن أمراض خطيرة مثل سرطان المبيض.
هذا الجهاز خفيف الوزن، ويتكون من شريط اختبار ورقي يتغير لونه عند ملامسته لمؤشرات بيولوجية محددة، ما يتيح للنساء مراقبة صحتهن بطريقة غير جراحية وسهلة الاستخدام.
- كيف يعمل الجهاز؟
يبلغ حجم الجهاز حوالي 2×2 سنتيمتر، وهو مغلف بسيليكون ناعم يوضع في أسفل الفوطة الصحية، في حال وجود بروتينات معينة تُعد من مؤشرات المرض، يظهر خط أو دائرة خلال 15 دقيقة من التعرض للدم، وتكون درجة اللون دالة على تركيز المؤشر الحيوي.
يمكن قراءة النتائج بالعين المجردة، كما طوّر الفريق تطبيقا يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الصورة وتفسير النتيجة، يتم ارتداء الفوطة المزودة بالجهاز بنفس المدة الزمنية لأي فوطة عادية، دون أن تشعر المستخدمة بأي فرق في الراحة.
- المؤشرات الحيوية المستهدفة
في النموذج الأولي، ركّز العلماء على 3 مؤشرات بيولوجية:
البروتين التفاعلي C (CRP): مؤشر على الالتهاب في الجسم.
المستضد السرطاني الجنيني (CEA): يُستخدم لتقييم مدى تطور السرطان.
مستضد السرطان 125 (CA-125): مرتبط بشكل خاص بسرطان المبيض.
رغم توفر اختبارات دم تقليدية لهذه المؤشرات، إلا أن هذا الابتكار يوفّر بديلاً أقل تكلفة، وأقل تدخلاً، وأسهل استخدامًا، خاصة للنساء المعرضات جينيا لخطر السرطان.
- نتائج الاختبارات الأولية
أظهرت التجارب أن الجهاز يعطي قراءات متوافقة مع نتائج التحاليل الكيميائية السريرية، سواء باستخدام دم وريدي أو دم الحيض، كما اختبرت مجموعة من المتطوعات ارتداء الفوطة خلال دورتهن الشهرية، وأفدن بعدم وجود أي فرق من حيث الراحة مقارنة بالفوط الصحية التجارية.
- الآفاق المستقبلية للتقنية
ترى الأستاذة "إنغه هيرمان" التي قادت البحث، أن هذا الجهاز يمكن أن يُستخدم كنظام إنذار مبكر، خصوصا لدى النساء المعرضات لخطر جيني للإصابة بالسرطان.
وأشار البروفيسور "بول بلومنثال" من جامعة ستانفورد (لم يشارك في الدراسة) إلى أهمية هذه التقنية كونها "أقل تدخلا وأسهل من اختبارات الدم التقليدية"، خصوصا في ظل غياب وسيلة موثوقة حتى الآن للكشف المبكر عن سرطان المبيض لدى النساء دون أعراض.
- تحديات الاستخدام المحتمل
رغم الفوائد الواضحة، حذّرت هيرمان من بعض التحديات مثل:
احتمال تسرب كمية زائدة من الدم على شريط الاختبار، مما يعيق قراءة النتيجة.
القلق النفسي الناتج عن قراءة التطبيق لوجود تغير في المؤشرات، ما قد يسبب خوفًا من الإصابة بالسرطان حتى وإن لم يكن هناك خطر حقيقي.
ولهذا، شدّدت على أهمية مراعاة البُعد النفسي عند تصميم تقنيات المراقبة الذاتية.
- الخطوة التالية: اختبار ميداني على أرض الواقع
يستعد الفريق الآن لتجنيد حوالي 100 امرأة لاختبار الجهاز في "الظروف الواقعية" خلال دوراتهن الشهرية، وتأمل هيرمان أن يتم طرح المنتج في الأسواق خلال 3 سنوات، تبعا لنتائج الأبحاث والتنظيمات الطبية المعتمدة.



