أعلن فريق من العلماء عن رصد نجم ميت يُدعى Gaia22ayj، يقع على بُعد حوالي 8,150 سنة ضوئية من الأرض، وهو يقوم بـ"افتراس" مادته النجمية من نجم مجاور في مرحلة قصيرة ونادرة من تطوره. هذا القزم الأبيض يمر بما يُطلق عليه "المرحلة المراهقة"، وهي مرحلة وسيطة بين ميلاد القزم الأبيض ونشاطه كـ"نجم نابض".
- ما الذي يجعل Gaia22ayj مميزا؟
تم رصد Gaia22ayj بواسطة منشأة زويكي العابرة (ZTF) في مرصد بالومار بولاية كاليفورنيا، في البداية تم تصنيفه كنظام ثنائي يتألف من قزمين أبيضين منفصلين، لكن سلوكه الضوئي الغريب، وتزايد لمعانه بنسبة 700% خلال دقيقتين فقط، أشار إلى وجود ظاهرة أكثر تطرفا.
- مجال مغناطيسي قوي ودوران هائل
بعد تحليل معمق، تبيّن أن Gaia22ayj عبارة عن قزم أبيض محاط بنجم منخفض الكتلة، ويمتلك مجالا مغناطيسيا قويا، هذا المجال يتسبب في سحب المادة من النجم المجاور، مما يؤدي إلى إشعاع قوي وسلوك يشبه "النجوم النابضة".
- الرابط المفقود في تطور الأقزام البيضاء
وفقا للباحث توني رودريغيز من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، فإن Gaia22ayj يُمثل الحلقة المفقودة بين "الرضيع" و"البالغ" في تطور الأقزام البيضاء النابضة، هذه المرحلة المراهقة تستمر حوالي 40 مليون سنة فقط — وهي فترة قصيرة جدا مقارنة بعمر النجوم الذي يمتد إلى مليارات السنين.
- نصف النجوم الشمسية ليست وحيدة
يُذكر أن نحو نصف النجوم الشبيهة بالشمس تتشارك أنظمتها مع نجوم مرافقين. وعندما تقترب هذه النجوم من الأقزام البيضاء، فإن الأخيرة قد تحصل على "دفعة حياة ثانية" من خلال سحب المادة النجمية — وهو بالضبط ما يحدث في Gaia22ayj.
- اكتشاف يُعيد تعريف سرعة الدوران والتباطؤ
يُظهر هذا النظام تباطؤا واضحا في دوران القزم الأبيض رغم أنه لا يزال يكتسب الكتلة. هذه المفارقة الفيزيائية تُعد سابقة في رصد النجوم، وقد تساعد العلماء في فهم تطور الحقول المغناطيسية في الأقزام البيضاء بشكل أدق.
إن Gaia22ayj ليس مجرد نجم ميت، بل هو شاهد حي على مرحلة نادرة ومؤثرة في دورة حياة النجوم. هذا الاكتشاف يوفر نافذة نادرة لرؤية كيف تنتقل النجوم من طور إلى آخر، ويُسلّط الضوء على سلوكيات فلكية قد تكون مفتاحا لفهم تطور الكون ومكوناته الخفية.


