عدنان علامه/عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
في مقابلة إذاعية مع "يوميات الصباح" في إذاعة جيش الاحتلال، أطلق رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، سلسلة تصريحات تعكس صدمة استراتيجية وتخبّطًا في تقدير النتائج بعد العدوان على إيران.
أبرز ما ورد في حديثه هو إقراره الصريح بأن الحرب مع إيران "ليست معركة يمكن أن تؤدي إلى وضع حدّ للتهديدات"، وهو ما يشكّل اعترافًا ضمنيًا بفشل العقيدة الأمنية الإسرائيلية التي طالما ارتكزت على الحسم السريع ومنع التهديدات في مهدها.
كما أشار هنغبي إلى أن إسرائيل لا تستطيع تدمير البرنامج النووي الإيراني بالوسائل العسكرية التقليدية، وهذا التصريح يحمل دلالات خطيرة جدًا :-
1- أولها أن جميع عمليات الاستهداف، رغم كثافتها، لم تؤثر جوهريًا على القدرات النووية الإيرانية،
2- وثانيها أن الخيار العسكري التقليدي بلغ حدوده القصوى، ما قد يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد غير تقليدية
ومن اللافت أن هنغبي قارن الحالة الإيرانية بتجربتي ليبيا وجنوب إفريقيا، معتبرًا أن الضغط السياسي والاقتصادي قد يدفع طهران إلى التراجع.
غير أن هذه المقارنة تُظهر سوء فهم عميق لطبيعة النظام الإيراني، القائم على عقيدة دينية وسيادية ترى في المشروع النووي رمزًا للكرامة والاستقلال والسيادة، لا مجرد ورقة تفاوض.
فتصريحات هنغبي، في توقيتها ولهجتها، تعكس ارتباكًا في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وشعورًا بالفشل في إحداث تغيير جوهري في بنية القوة الإيرانية؛ كما أنها تحمل بين طيّاتها تلميحًا غير مباشر إلى احتمال اللجوء إلى خيارات نووية تكتيكية، في حال تعذّر تحقيق الأهداف عبر الأدوات التقليدية.
فليعرف العالم كله حقيقة إسرائيل؛ هذا النظام الإجرامي المرتكب لإبشع أنواع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في غزة حيث أرتفعت حصيلة تلك الجرائم إلى إرتقاء 55.432 شهيد، 10.000 مفقود و128923 إصابة.َمنذ السابع من أكتوبر وسط صمت أممي ودولي مشبوه.
ولا بد من الإشارة بأن نتنياهو قد عرَّفنا على عقيدته، القائمة على الإبادةمن خلال إستقدام العماليق، ورسالته إلى الجيش "بألا ينسوا ما فعله عماليق". فماذا فعل الملك شاؤول بهم تنفيذًا لأمر الرب عبر صموئيل؟
"فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا»." (1 صم 15: 3).
وبالمناسبة نتنياهو يعتبر نفسه الملك شاؤول، ويريد إبادة الفلسطينيين(عماليق اليوم)؛ مستفيدًا من صمت العالم لأنه أقنعهم بأنه يقود حربًا توراتية؛ وحتى لا يخسر الحكم كما خسره الملك شاؤول.
وكذلك إستعار نتنياهو من التوراة هامان وجدعون والأسد الصاعد وكل هذه الإستعارات تؤدي إلى نتيجة واحدة وهي إبادة من كان في عصرهم، بإعتبارهم أعداءً لليهود.
وعلى الصعيد العسكري؛ ففي خلال أربعة أيام فقط تجرَّع الصهاينة قهرََا وغصبًا من نفس الكأس الذي أذاقوه للفلسطينيين خلال 619 يومًا واللبنانيون خلال عدوان ال 66 يوما وحتى اليوم، وبدأوا التلميح بإستعمال أسلحة غير تقليدية.
وإن غدًا لناظره قريب
16 حزيران/يونيو 2025



