* منذ قيام دولة الاستعمار الاستيطاني العنصري التوسعي على ارض فلسطين، وحتى يومنا هذا لا تحتاج لان تكشف لماذا تشن حروبها؟ولا ان تعلن للعالم اسبابها الحقيقية" Its Casus Belli." وكل حرب شنتها ولدت حربا اخرى،بدءا من العملية داليت Plan D عام ١٩٤٨ والعدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ ووضع خطة لاحتلال الضفة الغربية عام ١٩٥٧ والتحضير لعملية عسكرية لاحتلال الضفة الغربية عام ١٩٥٨ تحت المسمى السري " روتيم" Rotem وخطة ايجال الون للبدء في تنفيذها عام ١٩٦٠ واعادة تبني عملية " يافوسي" Yevusi التي تم تنفيذها في نيسان عام ١٩٤٨ جنبا الى جنب مع عملية داليت، وذلك في دورات نظمتها الجامعة العبرية في جيفات رام Givat Ram في القدس عام ١٩٦٣ ذلك العام الذي شهد حالة عدم استقرار في الاردن واحتمال سقوط المملكة الهاشمية، الذي قد يؤدي الى حرب مع اسرائيل.ومن ثم احتلال كل فلسطين وسيناء ومرتفعات الجولان في حرب حزيران عام ١٩٦٧، واجتياح لبنان واحتلال بيروت واستمرار احتلاله للجنوب حتى ايار عام ٢٠٠٠ وفراره تحت النار، ثم حرب تموز عام ٢٠٠٦ لخلق شرق اوسط جديد المشروع الذي قدمته كونداليسا رايس وتبنته الادارة الامريكية، والعمليات العسكرية المتكررة على قطاع غزة في حزيران عام ٢٠٠٦عملية امطار الصيف في تموز عام ٢٠٠٦وعملية الشتاء الساخن في شباط ٢٠٠٨ وعملية الرصاص المصبوب في ديسمبر عام ٢٠٠٨ الى يناير عام ٢٠٠٩وعملية عامود الدفاع عام ٢٠١٢ وعملية الجرف الصامد عام ٢٠١٤ ثم عملية حارس الاسوار عام ٢٠٢١ وحرب الابادة والتطهير العرقي التي بدات في اكتوبر ٢٠٢٣ والتي ما زالت مستمرة لغاية الان.ثم حرب التوسع في الجنوب السوري واحتلال ١٥ الف كم٢ بالاضافة الى جبل الشيخ.واخيرا وليس اخرا الحرب الحالية على ايران " عملية الاسد الصاعد.في كل هذه الحروب المتواصلة، تعبر اسرائيل عن جوهر ذاتها بانها دولة استيطانية، توسعية، عنصرية ذات وظيفة عنصرية استعمارية لصالح المركز الاستعماري العالمي.ومبرر وجودها مرهون باداء وظيفتها.
ولهذه الاسباب مجتمعة تتجاهل الراي العام العالمي وتنتهك القانون الدولي، وتخرق كل ميثاق الامم المتحدة الذي استمدت شرعيتها منه.انها مجردة من اي مسوغ اخلاقي اومبرر انساني وتعتمد على المبادرة بالعدوان والهجوم على مقولة توراتية تقول: (( اذا جاء احد لقتلك، انهض وقم بقتله اولا)) (( If someone comes to kill you, rise up and kill him first )) .
* قامت ليفيا روكاش Livia Rokach الذي كان والدها من اعمدة الحركة الصهيونية في مراحلها الاولى في فلسطين، والتي بدات بالتحول التدريجي ضد الصهيونية والتي لديها معلومات حميمية عن الشخصيات الصهيونية، كتبت تقول: (( هذه الدولة ليس لديها اية التزامات دولية، وهي بلا مشاكل اقتصادية، ومسالة السلام لا وجود لها...عليها ان تحسب خطواتها بضيق افق وتعيش على سيفها.عليها ان ترى السيف كاساس ان لم يكن الاداة الوحيدة التي بواسطتها تحافظ على معنوياتها عالية، وتحتفظ بتوترها المعنوي وباتجاه هذا الهدف عليها ان تختلق الاخطار، ولعمل هذا يجب عليها ان تتبنى اسلوب الابتزاز والانتقام...وفوق ذلك كله علينا ان نامل في النهاية بحرب جديدة اخرىمع الاقطار العربية، وذلك من اجل التخلص نهائيا من مشاكلناونحصل على مساحتنا.
Livia Rokach, whose father was a pillar of the Zionist movement in its early stages in Palestine, became anti- Zionist, commented on what that message conveyed ( based on her intimate knowledge of the personalities involved ):
This state has no international obligations, no economic problems,the question of peace is non- existent...it must caculate its steps narrow- mindedly and live on its sword.It must see the sword as the main, if not instrument with which to keep its morale high and retain its morale tension.Towards this end it may, no- it must- invent dangers, and to do this it must adopt the method of provocation- and- revenge...And above all- let us hope for a new war with the Arab countries, so that we may finally get rid of our troubles and aquire our space).
Rokach, Israel,s Sacred Terrorism, 1986.
* لا يكفي اطلاقا ان نصف الحرب الدائرة في الاقليم فلسطين، لبنان، اليمن وايران بالحرب الوحشية ونشجبها لان الشجب والدعاء لا ينهي الحروب.انما يجب رؤيتها كظاهرة تشكل اعلى اشكال الصراع لحل التناقضات عندما تبلغ مرحلة عدائية.وبالتالي علينا ان (( نعارض الحرب بالحرب).
اما وقد انهى الكيان حروبه مع الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية وحصل على الاعتراف بشرعية اغتصابه لفلسطين من منظمة التحرير الفلسطينية والدول العربية، وحل التطبيع مع الكيان محل الصراع العربي الاسرائيلي وتعدى مرحلة التطبيع السياسي والاقتصادي الى التنسيق الامني والعسكري مع الكيان.لكن وجود مقاومة فلسطينية وجبهة اسناد لبنانية يمنية مدعومة من جمهورية ايران الاسلامية جعلها تلجا الى حرب ابادة وتطهير عرقي بعد عملية طوفان الاقصى.قامت الدول الراعية للكيان بالدعم اللوجستي والغارات الجوية على قواعد حزب الله واليمن .استدار الكيان الى حرب مع ايران بعد ان جهزت قوى الاطلسي وعملاء الموساد القدرات والامكانات العملية واللوجستية لتتزامن مع هجوم اسرائيلي واسع النطاق على ايران وشرط نجاحه يعتمد على " الرهبة والذهول" باغتيال القيادات العسكرية للجيش وحرس الثورة والعلماء الذريين والمرشد.والهدف المعلن لعملية الاسد الصاعد هو القضاء على البرنامج النووي الايراني.لكن الهدف الاساسي للعملية المدعومة من قوى الناتو هو على الدور الايراني المركزي في الجغرافيا السياسية في قلب اسيا التي اركانها روسيا والصين وايران.وان اسقاط الدور الايراني يفتح الابواب امام امريكا والناتو للتفرغ لروسيا والصين.ان اسيا صارت محور الصراع الدولي بدءا من النظام الدولي المتعدد الاقطاب والسيطرة الاقتصادية على العالم.الكيان كما العادة يقوم بالدور الوظيفي المنوط به.السرعة التي انجزت فيها ايران اعادة هيكلة مراكز الدولة وسيطرتها على الاوضاع واخذها زمام المبادرة والرد الفوري باطلاق عملية " الوعد الصادق ٣" ادخلت الكيان الصهيوني في حالة "الرهبة والذهول" وصار استمرار الحرب ونهايتها بيد ايران التي تدرك ان الكيان اعتبرها خاطفة وعلى العكس من كل توقعاته تحولت الى حرب استنزاف لقدراته العسكرية والسياسية والاقتصادية.ان مازق نتنياهو الان هو عدم قدرته على توريط امريكا علانية في حربه على ايران لان التوازنات الدولية لا تسمح بالانخراط المباشر في الحرب.ظاهر هذه الحرب بين الكيان وايران وفي العمق بين القوى الكبرى على الجغراغيا السياسية لاسيا والشرق الاوسط.صرح نتنياهو بالقول: (( سيكون مصير طهران كمصير بيروت، وسنواصل طريقنا في مهاجمة المشروع النووي الايراني، وقد هاجمنا منشاءات الاسلحة الايرانية، ويجب
تدمير البرنامج النووي الايراني، ونحن هنا نخوض معركة وجودية.
في نهاية المطاف اذا قام ترامب او وزير خارجيته بزيارة الكيان، ستكون دلالة على انتصار نتنياهو ونجاحه في اداء دوره الوظيفي.اما اذا قام بوتين او لافروف في زيارة لطهران فهذا اعلان بانتصار ايران وهزيمة نتنياهو ويكون المسمى الرمزي لعمليته الاسد الكسيح.
مهندس/ زياد ابو الرَّجا



