ثورة في علاج الفصام.. ابتكار كبسولة دوائية تؤخذ مرة واحدة أسبوعيا
علوم و تكنولوجيا
ثورة في علاج الفصام.. ابتكار كبسولة دوائية تؤخذ مرة واحدة أسبوعيا
17 حزيران 2025 , 13:03 م

أعلن باحثون عن ابتكار كبسولة دوائية تُؤخذ مرة واحدة فقط في الأسبوع، تساعد مرضى الفصام على الالتزام بعلاجهم النفسي بفعالية أكبر، ووفقا لما نُشر في مجلة The Lancet في 10 يونيو 2025، فإن هذه الكبسولة تقوم بإطلاق مادة ريسبيريدون تدريجيا داخل المعدة، محققة مستويات ثابتة وفعالة من الدواء في الدم، تمامًا كما تفعل الجرعات اليومية.
- تقنية فريدة تحافظ على فعالية العلاج
تتميّز الكبسولة الجديدة، التي تم تطويرها بعد أكثر من عشر سنوات من البحث في مختبر البروفيسور جيوفاني ترافيرسو بمعهد MIT، بتصميمها الذكي، إذ تتّسع الكبسولة داخل المعدة لتأخذ شكل نجمة سداسية الأذرع، مما يمنع خروجها من المعدة حتى تفرغ كامل محتواها من الدواء. وعندما تنتهي عملية الإطلاق التدريجي خلال أسبوع، تذوب الأذرع وتخرج الكبسولة بشكل طبيعي عبر الجهاز الهضمي.
- نتائج سريرية واعدة
في المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية، تم اختبار الكبسولة على 83 مريضًا مصابًا بالفصام في خمسة مواقع داخل الولايات المتحدة، وقد أكمل 47 منهم الدراسة التي استمرت 5 أسابيع. وأظهرت النتائج أن الكبسولة تحقق ارتفاعًا سريعًا في مستوى الدواء في الدم بعد تناولها، يعقبه انخفاض تدريجي، مع بقائه في النطاق العلاجي الأمثل طوال الأسبوع.
كما لوحظ استقرار أعراض المرض لدى المشاركين، مع تقلبات أقل مقارنة بمن يتناولون الدواء يوميا، مما يُعزز فعالية العلاج ويقلل من خطر الانتكاس.
- فوائد للالتزام والاستمرارية
صرّح الدكتور ليزلي سيترووم، أستاذ الطب النفسي في كلية نيويورك الطبية، بأن أكبر تحدٍ في علاج الأمراض المزمنة مثل الفصام هو عدم التزام المرضى بأدويتهم. وأضاف: "امتلاك خيار كبسولة تؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة أسبوعيًا، هو حل مهم يساعد المرضى الذين يفضّلون الأدوية الفموية على الحقن الشهرية أو الفصلية."
- آثار جانبية طفيفة وخطط مستقبلية
أفاد الباحثون أن الآثار الجانبية كانت خفيفة ومحدودة، شملت حرقة معدة مؤقتة وإمساكا طفيفا لدى بعض المرضى. وأكد ترافيرسو أن هذه النتائج تثبت صحة الفرضية التي طُرحت قبل عقد: "كبسولة واحدة يمكن أن تُحدث فارقا هائلا في التحكم بالدواء داخل الجهاز الهضمي."
يُخطط الباحثون حاليا لإجراء دراسات أوسع من المرحلة الثالثة قبل التقدّم بطلب اعتماد رسمي من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، كما يجري استكشاف إمكانية استخدام نفس التقنية لإطلاق أدوية أخرى طويلة الأمد مثل موانع الحمل.
تم تمويل هذه التجربة السريرية من قبل شركة Lyndra Therapeutics، التي تعاونت مع فريق MIT لتطوير هذه التقنية العلاجية المتقدمة.

المصدر: مجلة The Lancet