المخاطر المحتملة للاستخدام طويل الأمد لحبوب منع الحمل
منوعات
المخاطر المحتملة للاستخدام طويل الأمد لحبوب منع الحمل
17 حزيران 2025 , 13:13 م

كشفت دراسة طبية جديدة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (The BMJ) بتاريخ 17 يونيو 2025، عن وجود ارتباط بين الاستخدام الطويل الأمد لحبوب منع الحمل التي تحتوي على مادة ديزوغيسترول (Desogestrel) وزيادة طفيفة في خطر الإصابة بورم سحائي داخل الجمجمة، وهو نوع من أورام الدماغ.
ورغم أن هذه الأورام غالبا ما تكون غير سرطانية، فإنها قد تؤدي إلى مشكلات عصبية في بعض الحالات، وتستلزم التدخل الجراحي أحيانا وقد سبق أن رُبطت أدوية البروجيستيرون الاصطناعية، مثل ديزوغيسترول، بحدوث مثل هذه الأورام. تعمل هذه المواد على تقليد هرمون البروجيستيرون الطبيعي، الذي يلعب دورا أساسيا في الدورة الشهرية والحمل.
قاد الدراسة فريق بحثي من الوكالة الوطنية الفرنسية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية، وهدفهم البناء على دراسات سابقة لاستكشاف العلاقة بين الديزوغيسترول وخطر الإصابة بالورم السحائي بشكل أكثر دقة.
نسبة الخطر بحسب مدة الاستخدام
أظهرت نتائج الدراسة أن من بين النساء اللواتي استخدمن ديزوغيسترول بجرعة 75 ميكروغرام بشكل مستمر لأكثر من خمس سنوات، كانت هناك حالة واحدة من كل 17,331 تتطلب جراحة لاستئصال الورم. أما بين من استخدمنه لمدة تقل عن خمس سنوات، فانخفضت النسبة إلى حالة واحدة من كل 67,300.
وبالرغم من أن هذه الأرقام تشير إلى خطر ضئيل نسبيًا، فإنها تدعم التوصية بالحذر في حالات الاستخدام المطول، وضرورة إجراء فحوصات دورية للدماغ لتحديد أي تغييرات مبكرة.
توصيات الباحثين:
كتب الباحثون في ورقتهم العلمية: "ينبغي أن يُركّز رصد حالات الورم السحائي على النساء اللواتي استخدمن ديزوغيسترول بجرعة 75 ميكروغرام لأكثر من خمس سنوات متواصلة، حيث لاحظنا وجود خطر طفيف للإصابة".
وأضافوا أن "خطر الإصابة يزداد مع طول مدة الاستخدام، كما هو الحال مع أنواع أخرى من البروجيستوجين المرتبطة بمخاطر معروفة".
بيانات الدراسة:
استندت الدراسة إلى تحليل سجلات طبية لـ 92,301 امرأة، بمتوسط عمر بلغ 59.7 عامًا. تمت مقارنة كل واحدة من 8,391 امرأة خضعن لجراحة ورم سحائي مع عشر نساء من نفس الفئة العمرية والموقع، ولكن دون وجود ورم.
ومن اللافت أن الباحثين لاحظوا اختفاء العلاقة بين الديزوغيسترول والورم السحائي بعد مرور عام على التوقف عن تناول الدواء، مما يشير إلى إمكانية تراجع الورم بعد وقف العلاج، على غرار ما لوحظ مع أنواع أخرى من البروجيستوجين.
رأي الأطباء:
علق جراح الأعصاب جيل رويتر من المستشفى الجامعي في لييج، بلجيكا (والذي لم يشارك في الدراسة)، قائلًا:
"رغم غياب الأدلة القاطعة، فإن وقف العلاج عند تشخيص ورم سحائي مرتبط بالديزوغيسترول قد يجنب الحاجة إلى الجراحة، نظرًا لإمكانية تراجع الورم بعد التوقف عن تناول البروجيستيرون الصناعي".
البدائل المحتملة:
في سياق الدراسة، تم أيضًا فحص تأثير استخدام ليفونورجيستريل (Levonorgestrel)، وهو نوع آخر من البروجيستيرون الصناعي، لكن لم تُسجل زيادة في خطر الإصابة بالورم السحائي حتى بعد استخدامه لأكثر من خمس سنوات.
وهذا يُشير إلى أن ليفونورجيستريل قد يكون خيارا أكثر أمانا للنساء الأكبر سنا، مقارنة بأنواع أخرى من حبوب منع الحمل المرتبطة بخطر الورم السحائي.
خلاصة وتوصية نهائية:
قال طبيب التوليد وأمراض النساء جينو بيكورارو من جامعة كوينزلاند في أستراليا (الذي لم يشارك في الدراسة):
"بشكل عام، لا أرى أن نتائج هذه الدراسة تستدعي القلق أو الذعر، وإنما ينبغي أن تكون دافعا للنقاش بين المرأة وطبيبها لاختيار وسيلة منع الحمل الأنسب لها".


المصدر: sciencealert