كتب الدكتور محمد صادق الحسيني:
انتصر الخميني على الغرب نعم الغرب كله حتى قبل ان يولد
انتصر الخميني على امبراطورية الشر الانجليزية الخبيثة يوم قالت زوجة ناصر الدين شاه القاجاري لزوجها الملك :
"الذي حللني عليك حرم شرب الارجيلة نعم انا من كسّر كل اراجيل القصر" …
عندها اضطر ناصر الدين شاه الى الغاء معاهدة بيع التبغ للانجليز.. ونجحت ثورة العلماء والناس…
ويومها انتصر الشعب الايراني وعلماءه عملياً على بريطانيا العظمى والغرب في ثورة التنباكو الشهيرة نهاية القرن التاسع عشر ( ١٨٩٠) رغم وجود ملك ظالم على راس الحكم في ايران
انتصر الخميني على كلب الحراسة الامركي وشرطي المنطقة الشاهنشاه اريا مهر ، يوم قالت زوجة احد كبار "حرس الخالدون" (وهي فرقة من اهم فرق الشاه الضاربة ) لزوجها يوسف كلاهدوز :
"الذي حللني عليك يطلب منك الان مغادرة قصر الشاه والالتحاق بالخميني والشعب"
وخرج بالفعل وخرج معه العشرات ملتحقين به تاركين الشاه يواجه مصيره وحيداً…
وهكذا اصبح كلاهدوز هذا واحداً من اهم قيادات حرس الثورة الابطال فيما بعد…
ايران الثورة والاحتحاج والرفض للهيمنة الغربية ليست مجرد رجال دولة مفاوضين… ولا جيش وشعب عاديين … ولا مجرد اقتصاد وبازار… ولا حتى مجرد اساتذة جامعات وكوادر علميين وعلماء نوويين…
ايران اكبر من هيك بكثير … ايران في عمق التاريخ الايراني والاسلامي ونقطة تقاطع التاريخ والجغرافيا الاسيوية الضاربة عميقا في التاريخ البشري الذي يرفض العلو والتجبر اللاديني … ايران… "اعزة على الكافرين اذلة على المؤمنين.."
لذلك كان شعارها منذ اليوم الاول الذي انتصرت فيه على الشاه:
"اليوم ايران وغداً فلسطين"
لم يكن ذلك تكتيك ولا التقاء مصالح ولا بيع وشراء مع احد ولا تسويات او صفقات مع قوة عظمى او صغرى ……
كان ذلك وبقي وسيبقى دين .. نعم دين .. وهذا الدين هو الذي انتصر في لبنان على يد السيد حسن نصر الله ..
وانتصر في اليمن على يد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي .. وسينتصر حتماً على ما بقي من الكيان المؤقت في معركة" الاسد الصاعد"…!
قبل سنوات بسيطة عندما اشتد النزاع حول اي المنهجين ستمضي به طهران وسط تزاحم النظريات عند بعض اهل السلطة وحتى عند بعض اهل الثورة الذين اشتبه عليهم الامر داخل ايران… كيف عليهم ان يتعاملوا امام فتنة ٢٠٠٩ وخرجت شعارات الفتنة الشهيرة يومها من البعض :
"لاغزة ولا لبنان روحي فدا ايران"
جاءت كلمة اهل الوفا والدين والقابضين على الجمر وعموم الناس :
"هم غزة هم لبنان روحي فدا الاسلام"
اي نعم لغزة ونعم للبنان روحي فدا الاسلام
ثم حسمت الجماهير المؤمنة الطهرانية بعد سنوات قليلة مرة اخرى كلمتها، وهي تستقبل قائدها المفدى في جنة الزهراء ومرقد الامام الخميني العظيم اي الامام الخامنئي بالقول :
"سيد حسن نصر الله فرزند روح الله است…"
اي "ان السيد حسن نصر الله هو ابن الامام الخميني…"
لذلك لم تكن كلمات السيّد( حسن) في زمن الطوفان ومعركة الاسناد وعودًا، بل إشاراتُ زمنٍ قادم، حين قال "سنردّ"*،
كان يكتب قدرًا لا مفر منه،
وحين تحدّث عن بقعة النار التي ستحاصر الوعي الصهيوني بأكمله، كانت إيران تُعدّ نارها بهدوء الفقهاء وصبر الحكماء.
الوفاء بالوعد لم يكن تلبيةً لخطاب قائدٍ …ما خالط لسانه يوماً الكذب، إنّما كان التقاءٌ للعقيدةِ بِالسلاح، والتقاءٌ للتاريخِ بجغرافيا المعركة.
هناك، حيث تُطلق الكلمات من الضاحية، كانت تُرسم خرائط الردّ في طهران، لتُسقط في تل أبيب على هيئة رمادٍ، وركامٍ، وخوفٍ، وهذيانٍ بالحقيقة المُرة بأنهم غرباء ولا يملكون شيئاً ممّا يملكون.
إيران لم تنفّذ في ليالي تل ابيب وحيفا وبتاح تكفا وووو …. وعد السيّد حسن فحسب؛ بل أثبتت أن محوراً بأكمله يتنفّس من فمِ رجلٍ واحد، ويضرب على قلب رجلٍ واحد..
*إيران لم تصدُق وعد السيّد فقط، بل جعلت العالم كلّه يُصدّقه.*
هذه معركة سينتصر فيها امام المقاومة السيد علي الخامنئي بلا شك ولا تردد…
لانها معركة دين الناس وكراماتهم وكبرياءهم وعهودهم وايمانهم بالله الذي وعدهم بالنصر ان هم نصروه .. ولن يخلف الله وعده..
*"ولا ينبئك مثل خبير"*
*بعدنا طيبين قولوا الله*



