وفي اليوم ١٢ وقف إطلاق النار!!, خاسرون ورابحون؟
مقالات
وفي اليوم ١٢ وقف إطلاق النار!!, خاسرون ورابحون؟
ميخائيل عوض
24 حزيران 2025 , 14:39 م


٢٤/٦/٢٠٢٥

كتب الدكتور ميخائيل عوض

1

ذاتهم رجال نتنياهو في البيت الأبيض والدولة العميقة الأمريكية" لوبي العولمة"، التي لم ينجح حتى اللحظة ترمب من إخضاعها أو تدميرها جروه ليتورط في حرب نتنياهو ليأمر بقصف مفاعلات إيران؟ وعلى حسابه ومشروعه ومشروعيته، ولإفشاله وتفكيك عناصر قوته وإسقاطه أو تحويله إلى بطة عرجاء؟

هم أنفسهم يمارسون كل الضغوط وبكل الوسائل لإعلان وقف النار تحت أي عناوين أو طرائق. فنتنياهو وجيشه ودولته لن يتحملوا حتى أيام إضافية من الحرب.

ترمب أعلن وقفاً للنار وأشاد بإسرائيل وبإيران، واعتبره يوماً رائعاً للسلام، ومنع تدمير الشرق الأوسط. وكاد يطالب بجائزة نوبل!! فهو منبهر بشخصيته مفترضاً أنَّ كل قرارته صحيحة كحاكم مطلق للزمن.

عرقجي أعلن بطريقة مواربة قبول إيران؛ فإسرائيل من بدأت وإذا أوقفت العدوان فلن تبادر إيران؟

2

ختمت السابعة صباحاً بضربات إيرانية بالصواريخ استهدفت عمق إسرائيل وحققت إصابات.

لماذا في اليوم ١٢؟

لأن اسرائيل فرغت من ذخائر الدفاع الجوي وليس باليد حيلة، ولن تتوفر بالوقت المناسب – بمنطق الحروب الوجودية فرصة لإيران لتنهي اللعبة على طريقتها وتثأر للسيد حسن ولقادتها وللشهداء – قبلت وقف النار؟!

لأنَّ نتنياهو خطط للحرب كي لا تدوم أكثر من ١٤ يوماً، وهو يعرف تماماً كما الخبراء والمتابعين أنَّ إسرائيل بعدها لن تتحمل الحرب، وسيبدأ زمن دخولها حالة التوتر والانهيار وصولا للرحيل-ألا تريد إيران إزالتها؟!

3

عين المنطق والحسابات الدقيقة للحرب ومسارحها أن تترك إيران القواعد والمصالح الأمريكية في حالة استنفار وتحسب مرهقة وتؤجل الحساب قليلاً حتى تدخل إسرائيل في زمن الانهيار. إلا أنها خالفت التوقعات والنصائح وضربت بالصواريخ قاعدة العيديد، بعد أن أبلغت الأمريكيين بالضربة وموعدها وعدد الصواريخ واستهدافاتها. وذلك قبل قليل من إعلان ترمب النصر بإعلانه وقف النار وإعجابه بإسرائيل وإيران للاستجابة؟

4

لله في خلقه شؤون وللحرب مسارحها ومساراتها وأهدافها لا يعرفها إلا المتحاربين وإابليس والظرف الموضوعي! ونواتجها ذاتها فأيامها وساعاتها عاصفة وتفاجئ حتى المتحاربين!! أما المراقبين فما عليهم إلا أن يتفاجؤوا ثم يبرروا ويجتهدون بالتنظير، ولا يخلوا الامر من ممارسة مهنة تعليم المحاربين كيف تكون الحروب !

5

إذا وقفت الحرب وإسرائيل وترمب راغبون وجادون، ولهم كل المصلحة فقد جرت على توقيتهم وبناء لخططهم وسيزعمون النصر وتحقيق غايات الحرب، وفرضها والتصرف بمدتها وفرض وقف النار.

الإيراني سيقول إنه بحاجة للوقت لإعادة البناء والترميم ومعالجة الثغرات القاتلة في استعداداته وتحضيراته، وسيقول إنه أبلى بلاءً ممتازاً فقد احتوى وصمد وأفشل الأهداف، فلم يسقط النظام ولم تنفجر إيران بصراعاتها ولم ينتهي الملف النووي وأثبتت القوات المسلحة تمكنها وامتلاكها السلاح النوعي، وردت على أمريكا وليس بالواسطة على إسرائيل.

كل فريق سيعلن الانتصار ويقرا بالنتائج ويضخم ما يفيده.

هكذا هي الحروب والتعامل معها.

تذكروا عندما خسر العرب حروبهم أعلنوا النصر لأن النظم لم تسقط ولاذوا بمقولة الحفاظ على الكادر والنفس والقدرات لإعادة البناء، ثم تأتيهم حربٌ ثانية ويفاجَؤون وتدمر البنية ويقتل القادة ولا يحافظون على النظم والذات...؟

6

أما الواقع وحاجاته وموجب إنجاز مهماته التي تفرض نفسها عنوة لا بالصواريخ ولا بالطائرات إنما بعناصر الواقع ذاتها فله قول مختلف وحقائق فارضة لنفسها عنوة عن الجميع دون استثناء.

من المبكر الجزم بأن الحرب انتهت، وتالياً من غير العلمي تقديم جردة تقييم وخلاصات.

والجزم بمن انتصر وما تحقق من نسبة انتصار بالمقارنة مع الكلفة وأثر الحرب بالآخر.

وفي الحروب والكبرى ومنها الحرب العالمية الثانية درس ثمين جداً وربما يصبح قانون من قوانين نواتج الحروب.

عندما يتحارب كهلان متعبان ومستنزفان وتتوازن القوة ولا يملك أحدهما رؤية وعدة ووعد مستقبلي!؟ يخرجان مهزومان من الحرب ليملأ الفراغ آخرون يستعجل تظهيرهم الظرف والحاجات.

هل سيكون وارثون ومنتصرون من غير المتحاربين في هذه الحرب؟

سنتابع ونرصد لنكتشف؟؟

الاشتراك بقناة "الأجمل آت مع ميخائيل عوض" ليصلكم كل جديد لحظةً بلحظةً على منصة youtube على الرابط:

https://youtube.com/channel/UCobZkbbxpvRjeIGXATr2biQ?si=b1NslvJHyrbXGHjv

المصدر: موقع إضاءات الإخباري