بقلم: الإعلامية اليمنية بدور الديلمي
صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والإقليمية
---
مقدمة
في ظل الضغوط الغربية المتصاعدة، لا تزال إيران تواجه حملات ممنهجة تهدف إلى التشويش على مشروعها النووي السلمي، بحجة تهديد "الأمن الإقليمي والدولي". ورغم عدم ثبوت امتلاكها لأي سلاح نووي حتى الآن، تُمارَس ضدها سياسات ترهيب وعقوبات قاسية، في تناقض صارخ مع صمت دولي مطبق إزاء دول تمتلك فعليًا ترسانة نووية خطيرة.
---
المشروع النووي الإيراني: بين السلمية والادعاءات
بدأ البرنامج النووي الإيراني في خمسينات القرن الماضي بدعم أمريكي، ثم تطور لاحقًا بإمكانات وطنية بعد الثورة الإسلامية عام 1979. تؤكد إيران في جميع المحافل الدولية – وعلى لسان مسؤوليها – أن نشاطها النووي مخصص للأغراض الطبية، والطاقة، والبحث العلمي.
رغم خضوع منشآتها النووية لرقابة صارمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تواصل الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض حلفائها توجيه اتهامات "مفبركة" لإيران بأنها تسعى لصنع قنبلة نووية، دون تقديم أدلة حقيقية.
---
الذريعة الإسرائيلية: تضليل ممنهج
تتذرع إسرائيل بتهديد المشروع النووي الإيراني لأمنها القومي، بينما:
تمتلك إسرائيل نفسها سلاحًا نوويًا خارج أي رقابة دولية.
ترفض الانضمام إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT).
تملك ما بين 80 إلى 90 رأسًا نوويًا وفق تقديرات دولية (SIPRI 2024).
هذا التناقض يعكس سياسة الكيل بمكيالين: شيطنة إيران، وتبرئة إسرائيل.
---
الدول المالكة للأسلحة النووية (2024 – تقديرات معهد SIPRI)
الدولة عدد الرؤوس النووية النسبة العالمية التقريبية
روسيا ?? 5889 رأسًا 43%
أمريكا ?? 5244 رأسًا 38%
الصين ?? 410 رأسًا 3%
فرنسا ?? 290 رأسًا 2%
بريطانيا ?? 225 رأسًا 1.5%
باكستان ?? 170 رأسًا 1%
الهند ?? 164 رأسًا 1%
إسرائيل ?? 80–90 رأسًا أقل من 1%
كوريا الشمالية ?? 30–40 رأسًا أقل من 1%
> ملاحظة: إيران لا تمتلك أي رأس نووي.
---
تناقض المعايير الدولية
رغم أن إيران طرف موقِّع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) وتسمح بتفتيش منشآتها، نجد أن الدول النووية غير الموقعة – مثل إسرائيل – تتمتع بحماية دولية تامة.
بل وتذهب إسرائيل أبعد من ذلك بشن عمليات اغتيال لعلماء إيرانيين وهجمات إلكترونية على منشآت نووية، دون مساءلة دولية.
---
الخلاصة
يرى مراقبون أن حملة الشيطنة ضد إيران ليست بسبب امتلاكها مشروعًا نوويًا عسكريًا، بل بسبب استقلال قرارها السياسي والعلمي. فامتلاكها قدرة نووية سلمية يعزز قوتها الإقليمية، وهذا ما لا يروق للعدو الإسرائيلي وبعض العواصم الغربية.
المفارقة الكبرى: من يملك السلاح النووي فعلًا، هو من يتهم الآخرين زورًا بامتلاكه.
---
التوصية الإعلامية
على الإعلام العربي أن يُبرز الحقائق التقنية والقانونية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ضرورة كشف ازدواجية المعايير التي تُمارَس باسم "الشرعية الدولية".
التصدي لخطاب الحرب التحريضي الذي تتبناه بعض المؤسسات الغربية والإسرائيلية.
بقلم: الإعلامية اليمنية بدور الديلمي
صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والإقليمية



