نجح علماء روس من قسم الجراحة والتشريح الطبوغرافي بجامعة سيتشينوف بالتعاون مع الجامعة التقنية الروسية في موسكو، في ابتكار نوع جديد كليا من المخدرات الطبية يمكن التحكم في فعاليته عبر الضوء، ويُعد هذا الابتكار ثورة حقيقية في مجال التخدير، خصوصا للمرضى الذين يعانون من آلام مزمنة ناتجة عن الأورام الخبيثة، خاصة كبار السن.
- جزيء "إيثيروكوين": نواة الابتكار
يعتمد الابتكار على تطوير جزيء جديد أُطلق عليه اسم "إيثيروكوين"، المستمد من الكلمة اللاتينية "إيثر"، ويتميز بوجود منشطات ضوئية على طرفيه، وقد أظهرت الاختبارات الخلوية والدراسات التي أُجريت على حيوانات المختبر فعالية هذا المركب في تحقيق تخدير موضعي فعال يمكن التحكم فيه باستخدام ضوء خارجي.
- كيف يعمل المخدر الضوئي؟
أوضح البروفيسور يوري فاسيليف، أحد الباحثين المشاركين في المشروع، آلية عمل هذا المخدر الجديد قائلاً: "عند حقن مادة إيثيروكوين في الأنسجة، وإذا لم يكن تأثيرها كافياً، يمكن توجيه ضوء ذو موجة طويلة خاصة إلى موضع الحقن. هذا الضوء يُفعّل المنشطات على طرفي الجزيء، مما يؤدي إلى تمددها داخل منطقة التخدير وحولها، فتقوم بسد القنوات المسؤولة عن نقل إشارات الألم، مما يؤدي إلى تخفيف كامل للإحساس بالألم".
ويُعَدّ هذا النظام مثاليا للجراحين والأطباء الراغبين في التحكم بدرجة التخدير بشكل فوري ومباشر دون الحاجة لزيادة الجرعة الكيميائية.
- فعالية مزدوجة وتطبيقات متعددة
وأظهرت الدراسات التي أجريت على نماذج حيوانية أن محلول "إيثيروكوين" بتركيز 1% فعّال في كل من التخدير الموضعي التطبيقي والتخدير الارتشاحي، مما يعزز من فرص استخدامه في مجموعة واسعة من الإجراءات الطبية.
ومن الميزات البارزة لهذا المخدر أنه قابل للتنشيط وإعادة التنشيط بالضوء، مما يتيح للأطباء إعادة ضبط مستوى التخدير في الوقت الفعلي، دون الحاجة إلى تكرار الحقن أو تغيير الأدوية.
- مستقبل التخدير الطبي
يُعد هذا الابتكار الروسي تطورا مهما في مجال التخدير الآمن والموجه بدقة، ويمهد الطريق أمام أدوية مستقبلية تعتمد على التحكم البصري بدلًا من الوسائل التقليدية التي قد تترافق مع آثار جانبية أو جرعات زائدة.
ومع استمرار الأبحاث، يُتوقع أن يُحدث هذا المخدر قفزة نوعية في الطب الجراحي والرعاية التلطيفية، خاصة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة أو أولئك الذين يعانون من حساسية تجاه المخدرات التقليدية.



