العدوان على ايران
مقالات
العدوان على ايران
ناجي الزعبي
24 حزيران 2025 , 20:42 م

العدوان على ايران :

يمكن القول ربما ان نتنياهو استخدم ورقته التي طالما راهن عليها ونجح في جر أميركا لخوض معركة تفضي إلى حرب دولية مستعرة تختفي او تتلاشى فيها معاضله وإخفاقاته ،

لكن ايران قلبت معادلاته وتصرفت باتزان وموضوعية واقتدار ولم تستهدف المصالح الدولية باغلاق مضيق هرمز ، وكسبت تعاطف واحترام الجميع وظهرت كبلد مظلوم معتدى عليه دافع عن امنه الوطني وكرامة شعبه بضراوة واقتدار

ما من شك بان الهجمات الصاروخية والجوية لا تحسم المعركة فقد كان المقصود من العدوان الصهيو أميركي ضد الشعب الإيراني هو تجريدها من برنامجها التسليحي واستهداف جبهتها الداخلية وإسقاط نظامها السياسي وكان حفيد الشاه ( كرازاي إيران ) البديل الجاهز ، لكن صمود الجبهة الإيرانية الداخلية حسم الأمر واستعادت إيران زمام المبادرة ، وحققت هي استهداف الجبهة الأميركية والصهيونية الداخلية الهشة بصدوع يصعب ترميمها وكسبت كرامتها وعزتها الوطني وشرفها - وهي معايير غابت في العالم الرأسمالي وادواته في العالم - كما رسخت وعززت مكانتها الحسية والاعتبارية الدولية والاقليمية .

كانت جردة الحساب بين الطرفين كالتالي: في إيران هناك خسائر بارواح القادة العسكريين وعلماءالطاقة ، ودمار جزئي في بعض المنشئات النووية والمدنية ،

وخروقات امنية خطيرة ووازنة ، لكنها استوعبت الصدمة الاولى ببضع ساعات واستعادت زمام المبادرة ، وعافيتها السياسية والعسكرية ، كما اثبتت رسوخ وصمود النظام السياسي ، والدولة ، والجبهة الداخلية والتفاف شعبي حول النظام ، ودروس عسكرية بالغة الاهمية

وكشفت منظومات الجواسيس والخروقات الامنية

كما كسبت احترام العالم وفرضت هيبتها الاقليمية والدولية على اعدائها ، وحققت مزيداً من المكانة والاحترام لدى اصدقائها

كما كسبت دعماً عربياً رسمياً ( علنياً) للمرة الاولى ، وسحبت ورقة صهيو أميركية ، هي كونها فزاعة وخطر مزعوم على الوطن العربي تبتزه اميركا بها،

بل فتحت الافاق على مدها الايدولوجي الكفاحي المعادي للهيمنة الأميركية والعدو الصهيوني في الوطن العربي والعالم ،

كما عززت مكانة حلفائها الاقليمين والاستراتيجيتين كالصين وروسيا

ولم تنكسر ولم تهزم ، وحافظت على مشروعها النووي ، وعلى برنامجها الصاروخي والتسليحي ومشاريع المسيرات ، ولم تسمح لفرق التجسس المسماة هيئة الطاقة النووية باختراق بنيتها العلمية والعسكرية ، ولم تستسلم كما طالب ترامب بل إهانته اهانة بالغة حين قصفت عمق العدو الصهيوني الذي هو اكثر قيمة واهمية من كل القواعد العسكرية ثم قصفت القواعد العسكرية الأميركية ، وعمقت ازمات العدو الصهيوني البنيوية والسياسية والاقتصادية والعسكرية ولم يعد نتنياهو يتباهى كالطاووس بنيته اسقاط إيران والقضاء على مشروعها النووي ووضعته امام ازماته

ولم يعد يستطيع اطالة امد الحرب للهروب للامام ومن مصيره ،

كما عمقت التناقضات الأميركية الداخلية واثبتت ان عنتريات ترامب محض صراخ وضجيج اعلامي وتضليل .

والخطر من ذلك كله هو تعطيلها ماكنة الحرب والانتقال للدور الثاني وهو استهداف باكستان والمضي قدما ربما باتجاه روسيا او الصين .

لا يكسب الحرب من أطلق الرصاصة الاولى بل من أطلق الرصاصة الأخيرة

ناجي الزعبي

المصدر: موقع إضاءات الإخباري