إعداد وتقديم: الإعلامية اليمنية بدور الديلمي
---
مقدمة: المعبر الذي يكشف مواقف... لا حدود
بينما كانت غزة تُقصف ليلًا ونهارًا، كان العالم ينتظر فتح بوابة عربية واحدة للنجدة… معبر رفح.
لكن تلك البوابة لم تُفتح للجرحى… بل فتحت للعدو.
نعم، فتحت أمام وفود دولية خاضعة للتنسيق مع الاحتلال، بينما أُغلقت في وجه أطفال بلا أطراف، وأمهات يطلبن فقط جرعة دواء.
---
المعبر المغلق أمام الجرحى… المفتوح أمام الصهاينة
في خضم المجازر، رفضت السلطات المصرية مرارًا السماح بمرور الجرحى الفلسطينيين إلى المستشفيات المصرية، رغم المناشدات الدولية.
في المقابل، دخلت "قوافل إنسانية" تحت غطاء الأمم المتحدة بتنسيق أمني مباشر مع تل أبيب.
بل إن مصادر طبية كشفت أن قوائم الجرحى كانت تُعاد من الجانب المصري بلا تفسير، وأن دخول أي حالة طارئة يتطلب موافقة إسرائيلية.
---
"لاجئو النعيم"... وفرار الصهاينة إلى حضن النظام
وفي الوقت الذي تُمنع فيه شاحنات الدواء من دخول غزة، استقبلت مصر رسميًا عشرات الإسرائيليين الهاربين من نيران الردّ الإيراني.
فتحت لهم المطارات، وفُرشت لهم السجادة الحمراء، وسُجلت أسماؤهم في فنادق خمس نجوم في شرم الشيخ والقاهرة، تحت حماية أمنية ورعاية خاصة.
بينما أطفال غزة، الذين احترقت جلودهم بالقصف، يُمنعون من الدخول…
بينما الجرحى يحتضرون على أسرة الحديد، كانت السلطات المصرية تحتضن الفارّين من نيران المقاومة، وتمنحهم ما حُرم منه أبناء القضية.
أي مفارقة هذه؟!
العدو يُكرّم… والجار يُخنق.
---
مصر الرسمية... حارس حدود العدو
المفارقة لا تتوقف عند المعبر.
منذ توقيع "كامب ديفيد"، تحوّل الدور المصري تدريجيًا من "وسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، إلى "ضامن لأمن الحدود الإسرائيلية".
اليوم، لم تعد مصر "حيادية" – بل باتت تتحرك ضمن اتفاقيات ميدانية غير معلنة، تفرض التنسيق الكامل مع تل أبيب قبل أي خطوة على الأرض.
تم توثيق حالات منع دخول مساعدات إنسانية بحجة "عدم وجود موافقة إسرائيلية"، في حين أن الأساس القانوني والإنساني ينص على أن الحدود المصرية فلسطينية، لا إسرائيلية.
---
إعلام صامت... وشراكة في الحصار
بينما كانت غزة تُذبح، كان الإعلام المصري مشغولًا بـ"المطربين الجدد"، أو يخوّن المقاومة، ويتهمها بأنها "تجرّ المنطقة للفوضى".
انحياز فاضح لرواية الاحتلال، وتجاهل تام للمذابح المستمرة.
أما المساعدات المصرية، فبقيت حبيسة التصوير الدعائي… تُنقل كاميراتها لا القوافل، ويُعرض كيس دقيق واحد على أنه "فتح المعبر".
---
الشعب المصري… في واد، ونظامه في واد آخر
رغم القبضة الأمنية، خرجت أصوات مصرية حرة تندد بالصمت الرسمي، وتدعو لفتح المعبر فورًا.
لكن الرد كان القمع… والاعتقالات… وملاحقة كل من يرفع شعار "غزة تناديكم".
فمتى يُحاسب النظام؟
متى يُسأل عن خيانته لجراح الجار؟
عن فرشه السجاد الأحمر للعدو… وسحب الدواء من يد الجريح؟
---
خاتمة: رفح… معبر عار لا عبور
تاريخ الأمة سيكتب هذه اللحظة:
أن نظامًا عربيًا أغلق أبوابه في وجه المقاومة… وفتحها لهاربين من صواريخها.
أن مصر التي كانت بوابة النصر في أكتوبر… أصبحت اليوم معبر الخذلان.
لكن غزة لا تركع…
والشعوب لا تنسى…
والمقاومة تعرف أن النصر لا يأتي من المعابر… بل من الدم والثبات.
---
? تحقيق استقصائي خاص – الإعلامية اليمنية بدور الديلمي
حين تتواطأ الأنظمة… تبقى الكلمة للشعوب.



