أكاذيب نتنياهو بين المنبر السياسي وغرفة نومه
مقالات
أكاذيب نتنياهو بين المنبر السياسي وغرفة نومه
عدنان علامه
11 آب 2025 , 04:52 ص

أكاذيب نتنياهو بين المنبر السياسي وغرفة نومه

عدنان علامه - عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

لا جديد في أن نتنياهو يتقن صناعة الأكاذيب وترويجها، لكن مؤتمره الصحفي الأخير حمل جرعة مركّزة من التضليل الممنهج.

فقد أعلن أن هدفه "تحرير غزة من حماس" لا إحتلالها، لكنه في الجملة التالية كشف أن إسرائيل ستفرض "إدارة مدنية" تحت سيطرتها، وهو اعتراف ضمني بالإحتلال طويل الأمد. أما زعمه أن الأمم المتحدة رفضت توزيع آلاف الشاحنات التي دخلت عبر معبر كرم أبو سالم، فهو محاولة لتغطية سياسة التجويع الجماعي التي تنفذها حكومته.

تكررت مزاعمه بأن "حماس تنشر صورًا مفبركة" وتهديده بمقاضاة نيويورك تايمز لنشر "صور مزيفة"، في حين أنّ الصور الجوية الحديثة للدمار الشامل في غزة—التي تسربت رغم حظر بثها—تكشف الحقيقة: التدمير سببه وابل من القنابل الأمريكية الصنع Mk82 وMk84 وGBU بمختلف العيارات، وليس "تفخيخ المباني" كما يدعي.

إلى جانب الدمار، يعيش الفلسطينيون في غزة مأساة المجاعة الحقيقية التي ينكرها نتنياهو أمام العالم. مراكز توزيع المساعدات تحولت إلى "مصائد موت" يقنص فيها الجيش الإسرائيلي المدنيين وهم يصطفون لساعات في طوابير طويلة بحثًا عن فتات الطعام. وفي آخر اتصال بينه وبين ترامب، وبحسب مصادر مطلعة، نهره ترامب بشدة عندما حاول نتنياهو الادعاء بعدم وجود مجاعة، بعد أن وصلت للإدارة الأمريكية تقارير موثقة عن وفاة العشرات جوعًا أو برصاص الجيش خلال محاولتهم الحصول على المساعدات.

هذه ليست الأكاذيب الأولى؛ ففي 7 أكتوبر، تسببت روايته المختلقة عن وجود مقاتلين من حماس في حفل "سوبر نوفا" بمقتل 465 مستوطناً، ثم أمر بقصف مركز "شرطة سديروت" وشقق سكنية بحجة وجود "متسللين" لم يُعثر لهم على أثر.

المفارقة أن قرارات الحكومة لا تُصنع فقط في قاعات مجلس الوزراء، بل أيضًا في غرفة النوم.

فسارة نتنياهو، كما كشفت القناة 12 العبرية، هاجمت رئيس الأركان أيال زامير لاهتمامه المفرط—برأيها—بملف الأسرى على حساب "حسم حماس"، مؤكدة أنها نصحت زوجها سابقًا بعدم تعيينه. ويبدو أن هذه التدخلات الشخصية تزيد من فوضى القرار السياسي والعسكري في إسرائيل، حيث تتحول القضايا الاستراتيجية إلى رهائن للمزاج العائلي.

وإنَْ غدًا لناظره قريب

10 آب/أغسطس 2025

المصدر: موقع إضاءات الإخباري