كتب الأستاذ حليم خاتون:
كم من متزّعمي هذه الأمة من لا تصحو الأمة كل صباح وهي متشوٍقة لسماع خبر إطلاقه النار من مسدسه على رأسه لألف سبب وسبب...
من الجزيرة العربية، هناك ملك الاسترخاء والاستخراء، وولي عهده الداشرالميمون، الذي لم يترك طفلا في اليمن إلّا ويتّمه، وهو يسطو كل يوم على مقدرات هذه الأرض المباركة، ليعطيها لأسياده من الذين وعدوه بالتثبيت على عرش...عرشٍ، لا شرعية له.
ومن هناك أيضا، الأخَوَان من أبناء زايد، أولهما يحمل اسم خاتم النبيين وقد ختم الله على قلبه الأسود وجعل منه تابعا لكلب حراسة المنطقة، إسرائيل.
وثانيهما، يحمل اسم عبد الله، وما هو بعارف لأيّةِ شِريعةٍ من شرائع الله.
وعلى حدّ قول أحد الكتاب الفلسطينيين:
الحديث لا يدور عن التطبيع، لأن التطبيع يجري بين متساويَيْن.الحديث، يدور عن التتبيع، حيث يجري الكلب الصغير خلف الكلب الكبير الذي يقوم هو، بكل العواء اللازم.
من السودان، هناك كثر،أتحفتنا بإرسالهم إلى هذه الأرض الطاهرة، جماعات الإخوان "المسلمين"، غير مشكورة على مسعاها، منهم عمر البشير، مقّسم السودان، وقاهر عزٍه، والبرهان وحميدتي، من قادة الجنجويد الذين، باسم العروبة، قاتلوا وقتلوا الأبرياء من إخواننا في دارفور وباسم نفس العروبة، قاتلوا وقتلوا إخواننا في اليمن، لينتهوا في حضن كلاب الروم، في الرياض وأبو ظبي، خدماً وتُبّعا، لدولة الاستيطان في فلسطين الشهيدة.
وفي مصر التي نامت نواطيرها عن ثعالبها، ها هي عناقيدها تنضب، بعدما افترسها، وعطّل انتفاضتها نفس أخوان الشؤم من جماعة الإخوان المسلمين، التي لم تجد في دولة الاستيطان إلّا صديقاً عزيزاً تخاطبه، وتتفق معه، لوضع حدّ لبشّار الأسد، "قاتل شعبه"، ومعه أؤلئك الروافض الذين يرفضون مهادنة مغتصب الأرض, ومن نفس أرض الكنانة، خرج على هؤلاء الإخوان من هو أرذل منهم, من باع مصر العظيمة لبعض غلمانٍ من الصحراء، لا يفقهون من الدين إلا عبادة أميركا، ولا يعرفون من لغة العرب، إلا كلمات الذل والاستسلام.
أما فلسطين والله قَدّس فلسطين, قَدّسها يوم جعلها أرض الرسالات السماوية كلّها، وجعل منها "كربلاء العصر الحديث"، بعد أن كانت درب صليب السيد المسيح، ومسرى ومعراج نبي الإسلام.
من أرض القداسة تلك، نسمع كل يوم ونرى, نسمع عن مظالم لا يتصورها عقل بشري، ونرى شهداء بسقطون، ويتبعهم مشاريع شهداء على الطريق...
وحده، محمود عباس يقرأ عن ماهر الأخرس، وعن بقية الأسرى، وهو جالس على كرسي وهم السلطة.
وحده محمود عباس، يملك حق الإضراب عن كل مأكل حتى الموت أو تحقيق العدالة الإنسانية لشعب فلسطين.نحن لم نطلبها له؛ بل هو من يحب أن يطلبها لنفسه.
نحن نؤمن بالكفاح المسلح طريقاً وحيداً للتّحرير،لا طريق غيره كما كان الحال مع شعب الفيتنام والصين, لكن محمود عباس مُصّر على النضال السلمي.
ها هو ماهر الأخرس ينير الطريق لمحمود عباس, ولكن أنّى للأعمى أن يرى، حتى ولو أُضيئت له، كل الشموس والنجوم.
إذا كان محمد دحلان قد باع فلسطين ببضعة من فضة الإمارات، فما هي حُجّة أبي مازن، للعيش عيشة الأموات الأحياء؟, فلا هو ميت، ولا هو حي، حتى احتار الناسُ في أمره.
يا أخي، يا أبا مازن, بالله عليك، أخرجنا من الحيرة, فلا نحن نعرف أنك ميت فنصلّي عليك صلاة الموتى، ولا أنت تتحرك، لنصلي لله أن يلهمك ويرشدك إلى الطريق القويم.
أمتنا غنية بالرجال الرجال, وفي أمتنا الكثير من الأنذال, لهؤلاء الانذال:
ادخلوا إلى مكتب أو غرفة، أقفِلوا الباب بالمفتاح, تضرّعوا إلى الواحد الأحد أن يغفر لكم، خذوا مسدسا، صوٍبوه إلى الرأس الفارغ، وافرغوا رصاصة ترحمكم، وترحمنا.