نجح فريق بحثي دولي بقيادة الدكتور فالنتين غوتودييه من معهد باريس لزراعة وتجديد الأعضاء بالتعاون مع جامعة نيويورك، في تحقيق تقدم بارز في مجال زراعة كلى الخنازير لدى البشر بأمان، عبر فهم أعمق لاستجابة الجهاز المناعي البشري وتطوير تدخلات علاجية دقيقة تقلل من خطر رفض العضو المزروع.
- تقنيات تصوير جزيئي متطورة لفهم التفاعل المناعي
اعتمد الباحثون في دراستهم الرائدة على تقنيات تصوير جزيئي حديثة لرسم خريطة دقيقة للتفاعلات بين الخلايا المناعية البشرية وكلى الخنازير المزروعة، واستطاعوا تمييز هذه الخلايا عن خلايا الخنزير من خلال تحليل التعبير الجيني باستخدام أدوات المعلوماتية الحيوية.
وكشف التحليل عن انتشار واسع للخلايا المناعية البشرية، خاصة الخلايا البلعمية والنخاعية، في جميع أجزاء نظام ترشيح الكلية المزروعة، ما أتاح تحديد العوامل المحفزة لرفض الزرع بدقة غير مسبوقة.
- تدخلات علاجية مستهدفة تقلل معدلات الرفض
استناداً إلى هذا الفهم المتقدم، طوّر الفريق البحثي علاجات موجهة مبكرة أثبتت فعاليتها في تقليل معدلات رفض الأعضاء المزروعة، ما يمثل خطوة مفصلية نحو تحقيق زراعة آمنة وفعالة لأعضاء خنازير لدى البشر.
وقد أظهرت التجارب الأولية نجاحاً ملحوظاً في كبح استجابات الرفض المناعي دون التأثير على وظيفة العضو المزروع.
- آفاق واعدة وسط نقص عالمي حاد في الأعضاء البشرية
تأتي هذه النتائج في وقت حرج، إذ تستعد الولايات المتحدة لإطلاق أولى التجارب السريرية لزراعة كلى الخنازير لدى البشر الأحياء خلال عام 2025، ما يمنح أملاً جديداً للمرضى الذين ينتظرون زراعة أعضاء.
وتشير جمعية متبرعي الأعضاء الأمريكية إلى أن أكثر من 103,000 شخص على قوائم الانتظار، وهو ما يجعل زراعة أعضاء الخنازير خياراً واعداً لتلبية هذا الطلب المتزايد.
- خطوات مستقبلية لتحسين النتائج وتعزيز الأمان
أوضح الدكتور غوتودييه أن المرحلة المقبلة ستركز على:
تحسين علاجات مقاومة الرفض المناعي
تعديل التعديلات الجينية لدى الخنازير المانحة
تطوير بروتوكولات دقيقة لرصد وضبط التفاعلات المناعية
وأشار إلى أن الفهم الجزيئي الدقيق لهذه التفاعلات يمنح العلماء فرصة لتطوير تدخلات علاجية استباقية تحدث فرقاً كبيراً في تحسين فرص نجاح الزرع على المدى الطويل.



