اكتشف أسرار ألوان القمر المتغيرة من منظور الأرض
منوعات
اكتشف أسرار ألوان القمر المتغيرة من منظور الأرض
8 تموز 2025 , 14:02 م

رغم شهرة القمر في الأدب والأساطير، فإن الحقيقة العلمية تؤكد أن القمر لا يصدر ضوءا من تلقاء نفسه، بل يعكس ضوء الشمس الأبيض، يتكوّن سطح القمر أساسا من صخر رمادي فاتح يُدعى الأنورثوسيت، مع مناطق أغمق مكوّنة من البازلت، حسب ما توضح كريستين شوپلا، مديرة التفاعل العلمي في معهد القمر والكواكب، هذه الصخور تعكس الضوء الأبيض نحو الأرض، ما يمنح القمر لونه الرمادي-الأبيض المعتاد.
- كيف يؤثر الغلاف الجوي على لون القمر؟
عندما يكون القمر عاليا في السماء، يمر ضوءه بمسار قصير خلال الغلاف الجوي، ما يعني أن معظم الضوء المنعكس يصل إلينا دون تشوّه يُذكر، ولكن عندما يكون القمر قريبا من الأفق، يمر الضوء عبر الغلاف الجوي بزاوية مائلة، مما يُطيل المسار ويزيد من احتمال تشتت الألوان.
تشير إيفلين هيسه، الباحثة في البصريات الجوية بجامعة هيرتفوردشير البريطانية، إلى أن جزيئات الأوكسجين والنيتروجين تقوم بتشتيت الضوء الأزرق أكثر من غيره، في ظاهرة تُعرف باسم تشتت رايلي، والنتيجة؟ ضوء القمر يظهر باللون البرتقالي أو الأحمر عند قربه من الأفق.
القمر الدموي: تأثير الخسوف الكلي
أثناء الخسوف القمري الكلي، يدخل القمر في ظل الأرض، ويُضاء فقط بواسطة الضوء المنكسر عبر غلاف الأرض الجوي، في هذه الحالة، يتم امتصاص الضوء الأزرق بالكامل تقريبا، ويصل إلى القمر فقط الضوء الأحمر والبرتقالي، مما يمنحه مظهر "القمر الدموي".
قالت شوپلا: "خلال الخسوف، يغمر ظل الأرض القمر، وما نراه هو الضوء الذي انعكس عبر غلافنا الجوي، كل الضوء الأزرق يُمتص، ولا يتبقى إلا الدرجات الحمراء."
- غبار البراكين والحرائق: كيف تُلوّن القمر؟
يمكن لجزيئات الغبار الناتجة عن البراكين أو حرائق الغابات أن تغيّر لون ضوء القمر أيضا، هذه الجزيئات بحجم يقارب الميكرون تشتت أطوالا موجية معينة من الضوء، على سبيل المثال، بعد ثوران بركاني كبير، يمكن أن يبدو القمر أزرق اللون لأن جزيئات الرماد تشتت الضوء الأحمر وتسمح للضوء الأزرق بالمرور. وعلى العكس، دخان حرائق الغابات قد يُشتت الضوء الأزرق، ما يجعل القمر يبدو أحمر.
- ألوان أخرى نادرة: قمر العسل، القمر الأخضر وقوس قزح القمري
قد يظهر القمر في بعض الأحيان بلون عسلي خلال شهري يونيو ويوليو، في ظاهرة تُعرف باسم "قمر العسل"، وقد يكون هذا مرتبطا بالتقليد القديم لأخذ شهر العسل في هذا الوقت من العام.
أما الظواهر النادرة فتشمل ما يُعرف بـ"الوميض الأخضر القمري"، حيث يؤدي الانكسار الجوي إلى انقسام طفيف في مسارات الأطوال الموجية للضوء، فيظهر ومض أخضر للحظات عند الأفق، كما يمكن في ظروف محددة ملاحظة "قوس قزح قمري"، حيث ينعكس ضوء القمر عن بلورات الجليد في الجو مكونا هالة ملونة تحيط بالقمر، على غرار قوس قزح ناتج عن قطرات المطر.
- ماذا عن "القمر الأزرق"؟
رغم الاسم، فإن "القمر الأزرق" لا علاقة له بلون القمر فعليا، في الثقافة الشعبية، يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى ظهور قمرين كاملين في شهر واحد، أو القمر الكامل الثالث في موسم يحتوي على أربعة أقمار كاملة، في معظم الأحيان، يظهر "القمر الأزرق" بلون أبيض مائل للرمادي كغيره من الأقمار.
- فهل للقمر لون واحد فقط؟
الإجابة المعقّدة هي: لا من الناحية العلمية، ضوء القمر في الأساس أبيض لأنه يعكس ضوء الشمس، لكن هذا اللون يتأثر كثيرا بالعوامل الجوية والظواهر الطبيعية التي تحدث في الغلاف الجوي للأرض، ومع تداخل الغبار، الدخان، الرطوبة، والزوايا المختلفة لانكسار الضوء، يمكن أن نرى القمر في طيف من الألوان — من الأحمر والبرتقالي إلى الأزرق وحتى الأخضر.
تختم شوپلا بقولها: "لون ضوء القمر عابر ومتحوّل ... إنه ضوء زائل يصعب تحديده بلون واحد ثابت."

المصدر: Live Science