لماذا أنزل ترامب مجرم الحرب المدان نتنياهو عن الشجرة؟
مقالات
لماذا أنزل ترامب مجرم الحرب المدان نتنياهو عن الشجرة؟
عدنان علامه
9 تموز 2025 , 06:08 ص

تحليل سياسي لأسباب السعي الإسرائيلي المفاجئ نحو التهدئة والصفقة مع حماس.

مع تصاعد مؤشرات التفاوض غير المباشر بين إسرائيل وحماس في الدوحة، وبروز تصريحات نتنياهو التي توحي باستعداده لوقف إطلاق النار والتفاوض على صفقة شاملة، يطرح السؤال نفسه: لماذا تغيّر الخطاب فجأة؟

فالتحليل الواقعي يكشف أن هذا التغيير ليس وليد صحوة أخلاقية، فنتنياهو لا يملك أية ذرة من الأخلاق أو الإنسانية، بل ناتج عن أزمة استراتيجية وجودية تهدد مستقبل نتنياهو السياسي، وتضع إسرائيل على حافة الانهيار العسكري والإجتماعي.

ويمكن تلخيص أبرز أسباب هذا التحول كالتالي:

أولاً : الفشل العسكري الذريع بعد 642 يومًا من عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتي وصلت إلى أكثر من 100.000 شهيد حسب إحصاءات هآرتز و 131.848 مصاب و 11.000 مفقود حسب إحصاء وزارة الصحة في غزة.

والبرغم من مرور ما يقارب 21 شهرًا و 12 يومََا على المجازر المستمرة في غزة، فقد فشلت إسرائيل في القضاء على حماس أو حتى تحرير أسراها، الأمر الذى يكشف الفشل الذريع للمؤسسة العسكرية بقيادة نتنياهو في تحقيق الحد الأدنى من أهدافها.

فحماس ما زالت تسيطر على الأرض، وتمتلك قدرات نارية، وجاءت عملية بيت حانون لتثبت بأن الميدان كان ولا يزال وسيبقى بيد المقاومة التي ستفرض شروطها في مفاوضات الدوحة.

وقد وصفت وسائل إعلام عبرية الوضع بأنه "فيتنام إسرائيل"، حيث يستحيل النزول عن جبل الشعارات كـ"نزع سلاح حماس" دون فضيحة سياسية وأمنية مدوّية.

ثانيًا: الخسائر البشرية وانهيار الجبهة الداخلية

فبالرغم من الرقابة العسكرية المشددة جدًا على نشر عدد القتلى، إلا أن يديعوت أحرونوت أقرت بسقوط 10 آلاف جندي بين قتيل وجريح، فيما تشير تسريبات أخرى إلى تجاوز عدد القتلى 15 ألفًا، مع آلاف المصابين بجراح خطيرة أو إعاقات دائمة.

لكن الأخطر في الكيان المؤقت هو الانهيار النفسي: فقد كشفت تقارير عن تجاوز طلبات العلاج النفسي 70 ألف حالة، مع تشخيص آلاف الجنود بأمراض عصبية غير قابلة للعلاج، وسط نقص حاد في الأطباء نتيجة فرار الكوادر من المشافي العسكرية، ومن الكيان المؤقت طلبًا للأمن والأمان ورغد العيش في الخارج.

وهذا الواقع جعل من المستحيل مواصلة العدوان دون خسائر داخلية إضافية كارثية.

ثالثًا: ضغط أهالي الأسرى وانفجار الشارع الإسرائيلي

فمنذ أسابيع، تتكثف مظاهرات أهالي الأسرى، الذين يرون أن حكومة نتنياهو تماطل وتتاجر بدماء أبنائهم. وقد طالبت هيئة عائلات الأسرى بإبرام صفقة شاملة فورية "دون تأخير أو انتقائية".

وشلّت آلإحتجاجات الأخيرة عدة مدن كبيرة، وأجبرت الحكومة على إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة.

وفي الخلفية، تهديد الحريديم بفرط الائتلاف، وتمرّدهم على التجنيد الإجباري الذي يحاول نتنياهو فرضه، وسط تصاعد الغضب الشعبي من استمرار العدوان على غزة.

خاتمة: الشيطان نتنياهو يحاور بوجه ملائكي بمساعدة ترامب

فمحاولة نتنياهو الظهور بمظهر "رجل السلام" تخفي وراءها أزمة داخلية غير مسبوقة؛ فشل في الحرب، خسائر بشرية فادحة، وانفجار اجتماعي واسع.

ولهذا طلب من شريكه في إرتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ترامب المساعدة العاجلة لإنقاذه.

فترامب زوّد نتنياهو بجسر جوي مؤلف من 800 طائرة وجسر بحري من 140 سفينة وإكتملت الشحنات بتاريخ 25 أيار الماضي والتي يقدر وزنها بعشرات ملايين الأطنان؛ ليؤمن له نزولًا أضطراريًا عن الشجرة حتى لا يسقط عن أعلاها. وليبحث ترامب له عن مخرج مشرّف يحفظ ماء وجهه، ولو عبر صفقة يرفضها اليوم وسيرضخ لها غدًا.

فنتنياهو يعتمد على ترامب بشكل كبير جدًا إنقاذه؛ لأنه وعده الإسبوع الماضي بأن عملًا ضخما ينتظره‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️

وإنً غدًا لناظره قريب

09 تموز/ يوليو 2025

المصدر: موقع إضاءات الإخباري