كتب الأستاذ حليم خاتون:
هل هي نظرية مؤامرة؟...
هي لم تعد نظرية منذ زمن طويل...
نحن نعيش في قلب المؤامرة...
كيف سوف يتم تبديل خرائط سايكس بيكو، وما هي الأثمان؟
يقول البروفيسور اليكساندر دوغين إن الحرب الأخيرة هي حرب الارماغادون ما قبل ظهور المهدي...
إسرائيل تقوم بها، لكن المسلمين نيام...
لم يعف البروفيسور دوغين روسيا والصين من المسؤولية حين حذرهم من أن القتال سوف ينتقل إلى قلب شوارع موسكو وبكين بسبب التخاذل الروسي والصيني وعدم الجرأة على مساندة خصوم أميركا في الميادين كافة...
كاد غياب السيد نصرالله يؤدي إلى كارثة...
ما رميت إذ رميت، لكن الله رمى...
كادت المصيبة تقع ويتم تسليم سلاح المقاومة، أو على الأقل جدولة هذا التسليم بحيث نصل إلى نفس المأساة التي حصلت حين قام حزب الله بتسليم جنوب الليطاني بدل ان يستمر بالقتال الكربلائي الحسيني كما تفعل غزة اليوم، وكما يفعل اليمن...
بعد شكر الله، يتوجب شكر كل من قام أو قاد حملات فردية أو جماعية لإظهار الصور السوداء التي تنتظرنا في حال سلمنا السلاح...
لأن هناك في حزب الله بصراحة، من لم يكن على قدر المسؤولية...
هذه المرة، الناس هي من أجبرت حزب الله على تحمل المسؤولية التاريخية...
"جربنا الله" وتركنا نسلم جنوب الليطاني وكل القدرات هناك في ٢٧ نوفمبر تشرين الثاني...
جعلنا الله نرى بأم العين والواقع كل الصور السوداء التي تلت ٢٧ نوفمبر علنا نفهم الكارثة التي كاد حزب الله يرتكبها...
هل هو تسلسل الأحداث؟
أم هو وضوح التكالب الدولي والعربي في الوقوف مع اسرائيل لإبادتنا؟
ام هم وحوش التكفير السوري من كلاب الجولاني وغيره من أحفاد إبن تيمية؟
هل هو تكالب الداخل وعلى رأسه حزب القوات الللبنانية، ومجموعة ليست قليلة من الصهاينة اللبنانيين موجودين حتى داخل السلطة بكل فروعها الاربعة: تنفيذية، تشريعية، قضائية، وأهم من كل ذلك، السلطة الرابعة، الإعلام...
كانت أيام عصيبة فعلا!
في مقابلة مع الأستاذ سامي كليب، خرج الأستاذ يوسف مرتضى يتحدث تلميحا ودون وضوح وكلام مباشر عن وجود شبه انقسام عامودي داخل قيادة حزب الله بين فريقين:
فريق مع تسليم السلاح،
وفريق يرفض تسليم السلاح...
سأل الأستاذ كليب الضيف الثاني، الأستاذ أمين قمورية حول الموضوع؛ لكن الإجابة لم تكن جازمة بالمطلق وإن كان السيد قمورية لم ينف ما بات الكثيرون يعرفون به أو يستشعرونه...
نعم، هناك فعلا فريقان داخل حزب الله، وهو ما تحدث عنه كاتب هذه الأسطر أكثر من مرة وعزاه إلى التركيبة الطبقية لهذا الحزب الذي يشكل حالة شعبية عامة تضم فئات من كل طبقات المجتمع...
فريق يتمسك بوصية السيد الشهيد حسن نصرالله حول قدسية السلاح والقتال الحسيني الكربلائي، وهو الفريق الذي أراد دخول الحرب بشكل فعال منذ الثامن من اكتوبر...
وفريق مهزوم في داخله... فريق متهم منذ زمن بعيد بلعب دور اليمين داخل حزب الله... هو فريق كاد يودي بالحزب إلى التهلكة عبر الحديث عن تسليم السلاح والتحول إلى حزب سياسي يدخل السلطة والنظام ، على الأقل عبر نفس الطريق الذي سلكته حركة أمل قبل أكثر من اربعة عقود...
الحمدلله...
فرض الفريق المقاوم نفسه واتخذ القرار الصحيح بوجوب الذهاب إلى الحرب اذا ما فرضها الاميركيون علينا، وخضع الفريق الثاني الذي أفسدته السلطة فصار جزءا من النظام الفاسد القائم اليوم في لبنان...
الإعلامية المصرية هند الضاوي تقول إن ما يجري اليوم هو الحرب ما قبل الأخيرة، قبل الأرماغادون...
لكنها تبرر عدم دخول مصر الآن في هذه الحرب رغم علمها بأنها الهدف التالي بعد سوريا لأنها كما الكثيرين، تنتظر سنة ٢٠٢٧...
حتى المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي طلب من باكستان عدم الدخول في الحرب رغم العرض الباكستاني الجدي جدا الذي وصل إلى إيران...
نظرية المرشد تقول إن إيران قادرة على الدفاع عن نفسها...
دخول باكستان الحرب من وجهة نظر المرشد سوف يجعلها عالمية بينما لا يرى المرشد إن الظروف باتت مناسبة لمحور المقاومة أن تتوسع الحرب الآن بسبب عدم استعداد قوى أساسية في العالم للدخول فيها...
هل المقصود من كل ذلك انتظار الجميع تحرك الصين سنة ٢٠٢٧ لضم تايوان؟
ربما؛
الحزب الشيوعي الصيني كان قرر انه سوف يكون مستعدا لهذه الخطوة فقط سنة ٢٠٢٧...
لا تريد الصين الدخول في حرب قبل الأوان حتى لا يصيبها ما أصاب روسيا في أوكرانيا...
هذا لا يعني أن روسيا اخطأت...
الروس أُجبروا على هذه الحرب لمنع انضمام أوكرانيا ال حلف الأطلسي حيث تصبح موسكو تحت مرمى الصواريخ المتوسطة المدى التي تصل خلال بضع دقائق فقط...
الصينيون بدأوا منذ أكثر من سنتين في بيع كل سنداتهم داخل السوق الأميركية بمعدل حوالي تريليون دولار سنويا...
يبدو أن إيران وضعت لنفسها توقيتا قريبا من التوقيت الصيني...
هل فعل حزب الله الشيء نفسه؟
إيران تنتظر...
مصر تنتظر...
لكن الأميركيين مستعجلون قبل انهيار النظام الاقتصادي الأميركي الذي دخل مرحلة السقوط الحر دون اية مكابح...
لهذا نرى ترامب يريد ضم كندا يوما، وغروينلاند في اليوم التالي في حركات تبدو جنونية لكنها تعبر عن اليأس داخل النظام الاقتصادي الأميركي...
هل لهذا السبب، تلكأ حزب الله عن الدخول الفعلي في الحرب...
ربما...
لكن إذا ضغط الأميركي، علينا الدخول فيها بكل القوة الممكنة وإلا سوف نجد انفسنا ليس خارج التاريخ فحسب، بل سوف نخسر الكثير من الجغرافيا أيضا...
أمس استلم الموفد الأميركي الرد الرسمي اللبناني حول عدة مواضيع اهمها قضية حصرية السلاح في يد السلطة...
تظاهُر الأميركي بتقبل عدم حشر حزب الله في الزاوية لا يعني أن الإمبريالية لن تفاجئنا بضربات خادعة...
قد لا يرد حزب الله ويبقى في موقع المتلقي، كما يفعل الآن...
لكن ماذا عن كلاب الجولاني في الشمال والشمال الشرقي؟
فلنكن جدّيون...
قرار الحرب والسلم كان ولا يزال في أيدي الأميركيين...
هم هاجموا إيران وفشلوا...
هم لا يريدون انتظار الصين ويعملون على استفراد الجبهات الواحدة بعد الاخرى خاصة بعد سقوط نظرية وحدة ساحات محور المقاومة في مقابل وحدة حقيقية فعالة نجدها عند الأميركيين والغرب وعرب الذل وإسرائيل...
الانتظار سوف يعني تراكم الخسائر في جهة المقاومة حصرا...
تماما كما يحصل اليوم...
لقد علمتنا غزة كيف يكون قتال الحسينيين الكربلائيين...
بانتظار الحرب الكونية سنة ٢٧،
هل يبقى حزب الله مكتوف الأيدي يتلقى الصفعات؟
المهم ليس في اتخاذ قرار الرد فحسب؛ المهم ان تتم إزاحة الفريق اليميني داخل الحزب وداخل إيران...
عندها نعرف ان الانتظار يكون في الاتجاه الصحيح...اتجاه ما قبل توجيه الضربات القاصمة للإمبريالية من اجل إزالة الورم السرطاني الإسرائيلي جراحيا لأن آخر الدواء هو الكي...