العدو يهاجم من الهاتف … كيف تستغلّ إسرائيل التطبيقات لاختراق لبنان؟
مقالات
العدو يهاجم من الهاتف … كيف تستغلّ إسرائيل التطبيقات لاختراق لبنان؟
داني القاسم
11 تموز 2025 , 06:57 ص

بينما تنشغل الجبهات العسكرية على الحدود، تفتح إسرائيل جبهة أخرى أكثر خبثاً وهدوءاً جبهة إلكترونية ناعمة تتسلّل إلى الأجهزة المحمولة، وتستهدف العقول قبل الأرض

فقد أصدرت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه، بياناً حذّرت فيه المواطنين من إستخدام تطبيقات إلكترونية مشبوهة ووسائل التواصل الاجتماعي بطريقة غير مسؤولة، مؤكدة أن هذه الوسائل باتت تُستغلّ من قبل العدو الإسرائيلي للتواصل السري مع الأفراد واستدراجهم نحو العمالة.

وأوضح البيان أن التواصل مع العدو عبر هذه التطبيقات يُعرّض المستخدمين للملاحقة القانونية بموجب المادتين 278 و285 من قانون العقوبات اللبناني، واللتين تجرّمان إجراء الإتصال مع العدو وإقامة صلات غير مشروعة معه.

وفي السياق نفسه، شدّدت القيادة على ضرورة التحلّي بالوعي والمسؤولية، في ظل إستمرار الإعتداءات الإسرائيلية ومحاولات زعزعة الأمن الداخلي اللبناني عبر أساليب خبيثة لا تقتصر على العمل العسكري.

التحذير الصادر عن المؤسسة العسكرية لا يمكن فصله عن السياق السياسي والأمني الذي تمرّ به البلاد، لا سيّما في ظل تصاعد التوتر الحدودي بين حزب الله وإسرائيل، وتوسّع رقعة المواجهة إلى مستويات غير مسبوقة.

فالعدو الإسرائيلي، وفي إطار ما يُعرف بـ”الحرب الهجينة”، يسعى إلى فتح جبهة إلكترونية سرّية موازية للجبهة العسكرية، عبر إستغلال الفضاء الرقمي وإستخدام تطبيقات وهمية أو حقيقية بهدف جمع المعلومات، وإختراق البيئة الحاضنة للمقاومة، وتجنيد عملاء جدد.

وتراهن إسرائيل في هذا الإطار على الهشاشة الإقتصادية والإجتماعية التي يعاني منها جزء من اللبنانيين، لتوظيف الضغوط المعيشية في خدمة أهدافها الإستخبارية، مستغلةً إنعدام الوعي الرقمي لدى فئات معينة.

في المقابل، يُشكّل هذا التحوّل جزءًا من إستراتيجية “الردع الناعم” التي تعتمدها إسرائيل، حيث تسعى إلى تقويض الإستقرار اللبناني من الداخل، دون الاضطرار إلى مواجهة مباشرة قد تستدعي ردوداً ميدانية من حزب الله أو استنفاراً عاماً للدولة اللبنانية.