: هذا ما تريده الإمبريالية... ماذا نريد نحن!
مقالات
: هذا ما تريده الإمبريالية... ماذا نريد نحن!
حليم خاتون
14 تموز 2025 , 05:06 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

"نعم نحن دولة استعمارية، ونفتخر بذلك!"

"نحن نعرف ان العرب لن يتساهلوا معنا ونحن نسلبهم أرضهم!"

"الحل كي نستقر؛ كي تصبح لنا دولة على أرض هي ليست لنا؛ الحل هو أن نبني دولة قوية؛ دولة جدار حديدي!"

"علينا التعامل مع العرب بقوة حتى نزرع فيهم اليأس ولا يعودوا يطمحون إلى اقتلاع دولتنا هذه من الوجود!"

هذه ليست إلا مقتطفات قليلة من جابوتنسكي؛ الأب الروحي لنتنياهو وأحد أباء الفكر الصهيوني (بالإذن من الإعلامي الأستاذ حسن الدر)...

"إذا لم يفهم العرب بالقوة، سوف يفهمون بمزيد من القوة!"

بنيامين نتنياهو

"أميركا قوية؛ إسرائيل قوية؛ ونحن نعاج!... دول الخليج لا تستطيع عصيان أميركا... نحن نتلقى الأمر وننفذ...!"

وزير خارجية قطر الأسبق

حمد بن جاسم

"نظرية السلام بالقوة"

دونالد ترامب

"للمحافظة على لبنان نحن نحتاج إلى أمرين:

القوة الاقتصادية، والقوة العسكرية..

نحن نفتقد إلى الإثنين، لذلك، كل ما نستطيع فعله هو التباكي أمام الأميركيين!"

وزير خارجية لبنان عن حزب القوات الللبنانية!

يوسف رجّي

بكل أسف هذه هي حالنا...

الفلسطينيون سبقونا؛

السوريين وقعوا في الحفرة...

لبنان صار اليوم وليمة على طاولة اللئام...

ماذا ينتظرنا؟

بؤس ما بعده بؤس...

مصير أسود انتهى إليه مئة مليون من سكان أميركا الأصليين هم صورة موجزة لما يمكن ان يكون إذا نحن استسلمنا...

ما العمل؟

دون كثير ادعاء!

ليس هناك إحصائيات علمية ممكنة في لبنان...

لكن هناك تحليل احتمالات ممكنة...

ربما ما يلي ليس أكثر من فيلم خيال علمي مرعب لما تخطط له أميركا لهذه المنطقة بشكل عام، ولهذا البلد تحديدا، بصفتنا الضحية التالية بعد فلسطين وسوريا...

ربما هذا يشكل أحد اسباب النكسة المريرة التي حلت بالمقاومة في الأسبوع الأخير من الحرب العنيفة التي كانت تدور في جنوب لبنان وفي البقاع...

رغم البطولات الملحمية، وافقت المقاومة على وقف إطلاق النار...

لماذا حصل ذلك؟

إليكم بعض ما يقوله ذلك الخيال العلمي المرعب:

في لبنان اليوم حوالي خمسة ملايين لبناني...

حوالي مليونين من الشيعة...

حوالي مليونين من السنة...

حوالي ٦٠٠ الف مسيحي...

حوالي ٣٠٠ الف درزي...

حوالي مئة ألف أقليات أخرى...

عدد الشيعة المؤيدين للمقاومة، المستعدين فعلا للذهاب بالحرب حتى الأخير وتحمل كل التبعات والدمار لذلك لا يزيد على ٣٠% من الشيعة اي حوالي ٦٠٠ الف لبناني...

عدد هؤلاء عند السُنّة في لبنان لا يزيد في أحسن الأحوال عن ١٠% من السُنّة، أي حوالي ٢٠٠ الف سُنّي لبناني...

عددهم عند المسيحيين في أحسن الأحوال لن يزيد على خمسة بالمئة، اي حوالي ٣٠ الف مسيحي...

ونفس النسبة عند الدروز، أي ١٥ الف درزي...

وفي احسن الأحوال عند الأقليات الأخرى ربما نصل إلى ١٠%، أي حوالي عشرة آلاف...

هذا يتركنا مع عدد حوالي ٨٥٥ الف، أي حوالي ١٧% من اللبنانيين مستعدون فعلا للمقاومة حتى الرمق الأخير...

عادة، في معظم المجتمعات لا تزيد هذه النسبة على ١٠% مقابل أقل من خمسة بالمئة عملاء و٨٥% تقريبا يعيشون على الهامش؛ عادة مايكون هؤلاء ضد الاحتلال لكن دون أي نشاط مقاوم...

اذا كانت نسبة المقاومين في لبنان عالية جدا (حوالي ١٧%)، أين تكمن العلة إذا؟

تكمن المصيبة في واقع الأمر بارتفاع نسبة العملاء او أعداء المقاومة في هذا البلد...

إذا كانت هذه النسبة في المجتمعات الأخرى لا تزيد على ٥%؛ كم تبلغ هذه النسبة في لبنان...؟

نسبة العملاء او الكارهين للمقاومة في لبنان هي roughly:

١٠% عند الشيعة، أي حوالي ٢٠٠ الف...

١٠% عند السُنّة، حوالي ٢٠٠ الف أيضا...

حوالي ٣٠% من السُنّة يكرهون الشيعة أكثر من كرههم لإسرائيل وهم مستعدون للوقوف مع الشيطان (الجولاني وإسرائيل) ضد المقاومة، أي حوالي ٦٠٠ الف سني إضافي ضد المقاومة فقط لأنها شيعية...

تزيد هذه النسبة عند المسيحيين على ٦٠%، أي حوالي ٣٦٠ ألفا...

عند الدروز ترتفع هذه النسبة إلى اكثر من ٨٠% بسبب دروز فلسطين المخزي بالإجمال، إضافة إلى انتماء وليد جنبلاط إلى المحور الأميركي؛

هذا يتركنا مع حوالي ٢٤٠ الف درزي كاره للمقاومة...

النسبة عند الأقليات الأخرى قد تزيد لتصل إلى حوالي ٥٠%، أي حوالي ٥٠ ألفا...

هذا يتركنا مع حوالي مليون وستمائة وخمسون الف لبناني معادٍ للمقاومة، مستعد للقتال ضدها، أي أن نسبة ٣٣% من الشعب اللبناني مستعدون للقتال إلى جانب العدو ضد المقاومة الشيعية بغض النظر عن الأسباب لهذا الكره، ولهذه العمالة...

إضافة إلى هؤلاء، هناك حوالي ٦٠% من النازحين السوريين المنتمين بشكل او بآخر إلى جيش العملاء للعدو الصهيوني، أي حوالي مليون ونصف مليون سوري...

هذا يعني أن ٨٥٥ ألف مقاوم في لبنان عليهم القتال ضد إسرائيل وأميركا وبريطانيا وألمانيا وحلف الناتو ومعهم أكثر من مليون ونصف مليون إرهابي سوري، وأكثر من مليون وستمائة وخمسين الف عميل لبناني إضافة إلى العملاء العرب من مصر والسودان والأردن وشمال أفريقيا والأوزبيك والطاجيك والشيشان والإيغور مع عدة ملايين من السوريين متخلفون يخدمون تركيا وإسرائيل لتقاسم لبنان...

هل يوجد عندنا أمل؟

قد يتبادر إلى الذهن أن لا أمل...

لكن السؤال ليس عن وجود الأمل؛ السؤال هو إذا ما كان عندنا خيار!

نحن كما الشعب الفلسطيني؛ ابتلانا الله بامة جاهلة جاحدة من أكثر من مليار ونصف المليار من البهائم بكل ما في الكلمة من معنى...

إذا لم نحارب، لن يتركنا الأعداء في حالنا...

حالنا كحال الحسين في كربلاء...

هذه الجموع من الكلاب المتوحشة تضعنا بين السِلة والذلة...

مصيرنا إذا رضينا بالذلة لن يكون أفضل من مصير الأيزيديين في العراق، او العلويين في سوريا...

رجالنا تُذبح؛

نساؤنا وبناتنا تُسبى ويتم بيعهن في سوق العبيد والجواري كما في عصر الجاهلية قبل الإسلام لأنه لا فرق بين نتنياهو وأبي سفيان، كما لا فرق بين الجولاني وأبي لهب...

هل يمكن أن ننتصر...

لا خيار أمامنا سوى القتال ضد هؤلاء الكفرة بالإنسانية من أتباع كل شياطين الأرض...

أمامنا حل واحد لا غير...

القتال بكل قوة وبكل الأساليب التي تسمح لنا بقتل ما أمكن من هؤلاء الوحوش المتوحشة؛ بما في ذلك اللجوء إلى الإرهاب الثوري ردا على إرهاب النظام العالمي...

من يقتنع بهذا الأمر، أهلا به في مسيرة النضال من اجل الحرية والكرامة...

من لا يقتنع نبشره بأن مصيره لن يختلف عن مصير الهنود الحمر في أميركا...

اجابتنا هي:

أبالقتل تهددوننا يا ابناء الطلقاء...

إن الموت عندنا عادة،

وكرامتنا من الله الشهادة!

بين السِلة والذلة،

هيهات منا الذلة!

هيهات منا الذلة!

المصدر: موقع إضاءات الإخباري