رضيعة تطور صفات ذكورية بعد تعرضها لهرمون التستوستيرون
منوعات
رضيعة تطور صفات ذكورية بعد تعرضها لهرمون التستوستيرون
14 تموز 2025 , 12:18 م

أطلق أطباء سويديون تحذيرا صحيا واسع النطاق بعد توثيقهم لحالة رضيعة تطورت لديها صفات جسدية ذكورية نتيجة ملامستها غير المباشرة لهرمون التستوستيرون من خلال جلد والدها.
- التلامس الجلدي ينقل الهرمون للرضيعة
وقعت الحادثة عندما وضعت أسرة سويدية رضيعتهم التي لم تتجاوز 10 أشهر على صدر والدها العاري فيما يُعرف بأسلوب "التلامس الجلدي المباشر"، وهو أسلوب شائع في رعاية الأطفال حديثي الولادة، يُستخدم لتعزيز الروابط العاطفية والصحة العامة.
لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت أن الأب كان يستخدم جلا موضعيا يحتوي على هرمون التستوستيرون لعلاج ضعف الرغبة الجنسية الناتج عن انخفاض مستويات الهرمون، هذا الجل امتصّه جسد الرضيعة من خلال بشرة والدها، ما أدى إلى ارتفاع غير طبيعي في مستويات التستوستيرون في دمها.
-؛أعراض ذكورية واضحة: تشوّه مؤقت للأعضاء التناسلية
نتيجة لهذا الامتصاص الهرموني، ظهرت تغيّرات جسدية ملحوظة في الأعضاء التناسلية للرضيعة، حيث تمدد البظر ليشبه عضوا ذكريا صغيرا، وانغلقت الشفرتان الخارجيتان لتأخذا شكل كيس الصفن، وعلى الرغم من تداول الإعلام المحلي لمصطلح "قضيب صغير"، أوضحت التقارير الطبية أن الحالة تُعرف طبيا باسم تضخم الأعضاء التناسلية نتيجة التعرض للهرمونات الذكورية، وليس تحولا جنسيا حقيقيا.
- تدخل طبي سريع ونتائج إيجابية
بادر الوالدان إلى نقل الطفلة إلى المستشفى، حيث أُجريت لها تحاليل دم أظهرت ارتفاعًا غير طبيعي في مستوى التستوستيرون، ولحسن الحظ ومع إيقاف استخدام الجل ووقف التلامس المباشر، بدأت الأعراض في التراجع تدريجيا، وعادت الأعضاء التناسلية إلى شكلها الطبيعي مع مرور الوقت.
- رأي الخبراء: ضرورة رفع الوعي بخطورة العلاجات الهرمونية
البروفيسورة جوفانا دالغرين، خبيرة الغدد الصماء لدى الأطفال في مستشفى جامعة سالغرينسكا في غوتنبرغ، أوضحت أن هذه الحالة هي واحدة من ست حالات مشابهة شهدتها خلال مسيرتها، مؤكدة في حديثها لصحيفة غوتنبرغ بوستن على أهمية رفع مستوى الوعي العام بمخاطر انتقال الأدوية الهرمونية إلى الأطفال.
وقالت: "كثير من الناس يجهلون مدى فعالية هذه العلاجات، وما يمكن أن تسببه من آثار خطيرة عند انتقالها إلى الآخرين، وخصوصا الأطفال."
- حالات مشابهة وتحذيرات دولية
لم تكن هذه الحالة الوحيدة، فقد سُجّلت حالات مماثلة بسبب هرمونات أنثوية انتقلت إلى الأطفال من خلال الأمهات، مثل تضخم الثدي لدى صبي يبلغ من العمر عشر سنوات.
وفي عام 2023، وثّقت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) حالة لطفل تعرّض لنمو مفرط في الأعضاء التناسلية بسبب ملامسته لجل التستوستيرون الذي كان يستخدمه أحد والديه، وأدى ذلك إلى إصدار تحذيرات صارمة تطالب المستخدمين بغسل اليدين جيدًا بعد استعمال الجل وتجنّب ملامسة الأطفال، وقد تم تعميم هذه التحذيرات على الشركات المصنعة للأدوية.
كما تُصدر تحذيرات مماثلة للنساء اللاتي يستخدمن علاجات هرمونية مرتبطة بسن انقطاع الطمث، لتفادي انتقالها عبر الجلد إلى أفراد الأسرة.
- التستوستيرون: هرمون ذكوري بوظائف حيوية لكلا الجنسين
يجدر بالذكر أن هرمون التستوستيرون يُنتج لدى الرجال والنساء، وإن كانت كميته عند النساء أقل بكثير. وله دور مهم في الحفاظ على الكتلة العضلية والطاقة والرغبة الجنسية وتنظيم المزاج.
ومع تقدم الرجال في العمر، يبدأ مستوى هذا الهرمون بالانخفاض تدريجيا، بحدود 1% سنويا بعد سن الأربعين. وفي بعض الحالات، يؤدي هذا الانخفاض إلى ما يُعرف بـ قصور الغدد التناسلية، ما يستدعي العلاج بالهرمونات التعويضية.
لكن كما تؤكد البروفيسورة دالغرين: "رغم الفوائد العلاجية للعلاجات الهرمونية، فإنها تحمل مخاطر حقيقية عند استخدامها دون إشراف طبي صارم."
- الوعي الوقائي ضرورة في التعامل مع العلاجات الهرمونية
تشكل هذه الحادثة تنبيها طبيا مهمًا للعائلات ومقدّمي الرعاية الصحية بشأن خطورة انتقال الأدوية الموضعية، وخصوصًا الهرمونات، إلى الأطفال عبر الجلد، كما تسلط الضوء على أهمية القراءة الدقيقة لتعليمات استخدام الأدوية والالتزام بالإرشادات الوقائية لضمان سلامة أفراد الأسرة.

المصدر: صحيفة ديلي ميل البريطانية