الخوخ المجفف علاج طبيعي لهشاشة ما بعد اليأس
دراسات و أبحاث
الخوخ المجفف علاج طبيعي لهشاشة ما بعد اليأس
14 تموز 2025 , 13:39 م

أظهرت دراسة حديثة من جامعة ولاية بنسلفانيا أن تناول ما بين 4 إلى 6 حبات من الخوخ المجفف يوميا يمكن أن يحمي النساء بعد انقطاع الطمث من فقدان كتلة العظام ويقلل من خطر الكسور المرتبطة بالشيخوخة، نشرت نتائج الدراسة في مجلة Osteoporosis International، وتعد أول تجربة سريرية عشوائية تقيّم التأثير ثلاثي الأبعاد للخوخ المجفف على بنية العظام وقوتها.

الحليب ليس وحده حامي العظام

لفترة طويلة، اعتُبر الحليب هو الغذاء الأمثل لتعزيز صحة العظام، لكن هذه الدراسة تُظهر أن الخوخ المجفف يملك مفعولًا مماثلًا وربما يتفوق عليه في بعض النواحي. تقول الدكتورة ماري جين دي سوزا، أستاذة علم الحركة وعلم وظائف الأعضاء في بنسلفانيا: "لاحظنا أن الاستهلاك اليومي للخوخ المجفف له تأثير ملحوظ على العوامل المرتبطة بخطر الكسور، وهذا ذو أهمية سريرية كبرى."

الشيخوخة وتأثيرها على تجدد العظام

تتجدد العظام باستمرار من خلال عملية تُعرف بإعادة التشكيل العظمي، حيث تعمل خلايا متخصصة على إزالة الأنسجة القديمة واستبدالها بجديدة، لكن مع التقدم في العمر، يختل هذا التوازن، ويصبح معدل فقدان العظام أسرع من إعادة بنائها، ما يؤدي إلى هشاشة العظام.

لماذا النساء أكثر عرضة؟

بعد انقطاع الطمث، ينخفض هرمون الإستروجين بشكل كبير، وهو الهرمون الأساسي في حماية العظام، مما يُسرع من وتيرة الفقدان العظمي. على الرغم من توفر أدوية لعلاج هشاشة العظام، فإن الكثير من النساء لا يستخدمنها، ومن هنا تظهر أهمية الخوخ المجفف كخيار غذائي طبيعي فعال.

المركّبات الفعالة في الخوخ المجفف

الخوخ المجفف يحتوي على مركّبات نباتية فعالة، خصوصا البوليفينولات، التي تعمل على تثبيط الالتهابات التي تؤثر سلبًا على العظام. هذه المركّبات قد تساعد في الحد من النشاط الزائد للخلايا التي تكسر العظم، مما يساهم في الحفاظ على البنية العظمية.

تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد تكشف جودة العظام

على عكس تقنيات التصوير القديمة التي تقيس الكثافة فقط، استخدم الباحثون تقنية التصوير المقطعي المحوسب الكمي المحيطي (pQCT)، والتي توفّر تقييما ثلاثي الأبعاد للبنية الهندسية والقوة الفعلية للعظام.

تمت الدراسة على 235 امرأة بعد انقطاع الطمث، تم تقسيمهن إلى ثلاث مجموعات:

مجموعة لم تتناول الخوخ المجفف

مجموعة تناولت 50 غراما يوميا (4-6 حبات)

مجموعة تناولت 100 غرام يوميا (10-12 حبة)

وخلال عام كامل، تم قياس كثافة العظام وقوتها كل ستة أشهر.

أظهرت النتائج أن النساء اللاتي تناولن الخوخ المجفف حافظن على كثافة العظام في منطقة عظم الساق (الظنبوب)، بخلاف المجموعة التي لم تتناوله والتي عانت من انخفاض ملحوظ في الكثافة العظمية.

 تشير دي سوزا:

"الحفاظ على العظم القشري في الظنبوب يُعد أمرا جوهريا لتجنب الكسور."

الجرعة الفعالة والمثالية

رغم أن كلا المجموعتين استفادتا، فإن جرعة 50 غراما يوميا (4–6 حبات) كانت الأكثر قابلية للاستمرار، حيث انسحب عدد أكبر من المشاركات من مجموعة الـ100 غرام نتيجة شعورهن بالملل من الكمية اليومية الكبيرة.

تشير النتائج إلى أن الخوخ المجفف لا يحافظ فقط على العظام، بل قد يُقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام على المدى الطويل، كما أظهرت دراسات سابقة للفريق نفسه أن الخوخ المجفف يحافظ على كثافة العظام في منطقة الورك، ويُعتقد أن له تأثيرات إيجابية أيضًا على الميكروبيوم المعوي المرتبط بصحة العظام.

تمثل هذه الدراسة خطوة مهمة في دعم فكرة أن الغذاء الطبيعي يمكن أن يلعب دورا محوريا في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالعمر، مثل هشاشة العظام، دون الحاجة دائمًا إلى الأدوية.