كشفت تقارير علمية أن نحو 300 مليون شخص حول العالم يعانون من عمى الألوان، وهي حالة تتسبب في صعوبة التمييز بين درجات معينة من الألوان، أو إدراك سطوع الألوان، وأحيانا فقدان تام للرؤية اللونية، ومع ذلك فإن هذه الحالة لا تؤثر على الرجال والنساء بنفس النسبة.
وفقا لـعيادة كليفلاند، يُصاب رجل واحد من كل 12 تقريبا بعمى الألوان، مقابل امرأة واحدة فقط من بين كل 200. فما السر وراء هذا الفارق الكبير؟
الخلل الجيني هو المفتاح لفهم الظاهرة
يرجع هذا التفاوت في الإصابة إلى التركيبة الجينية المسؤولة عن عمل العين البشرية، تعتمد الرؤية اللونية على خلايا متخصصة في الجزء الخلفي من العين تُعرف باسم الخلايا المخروطية (Cones)، وتوجد منها ثلاثة أنواع، كل منها حساس لطيف معين من الضوء:
الخلايا المخروطية الحمراء
الخلايا المخروطية الخضراء
الخلايا المخروطية الزرقاء
ووفقا للدكتورة أوسيوموا أبوجو، المتحدثة الرسمية باسم الأكاديمية الأمريكية لطب العيون، فإن "عمى الألوان يحدث عندما تغيب واحدة أو أكثر من هذه الخلايا، أو لا تعمل بشكل صحيح."
عمى الألوان الأحمر-الأخضر هو الأكثر شيوعا
النوع الأكثر شيوعا من عمى الألوان هو عمى الأحمر-الأخضر، والذي ينجم عن غياب أو خلل في الخلايا المخروطية الحساسة للضوء الأحمر و/أو الأخضر، أو بسبب نقص عددها أو تحسسها لأطوال موجية خاطئة من الضوء.
في حالات أخرى، قد يكون الخلل في الخلايا الزرقاء، ما يؤدي إلى نوع نادر يُعرف باسم عمى الأزرق-الأصفر. أما الحالة الأكثر ندرة فهي العمى الكامل للألوان أو ما يُعرف بـ"القصور الكلي في الرؤية اللونية"، ويُصيب أقل من شخص واحد بين كل 30,000.
لماذا يتأثر الذكور أكثر من الإناث؟
يكمن السبب في الكروموسومات الجنسية، الجينات المسؤولة عن إنتاج الخلايا المخروطية الحمراء والخضراء تقع على الكروموسوم X، وبما أن الذكور يمتلكون نسخة واحدة فقط من هذا الكروموسوم (XY)، فإن أي خلل في هذا الجين سيؤدي إلى ظهور المشكلة لديهم.
أما الإناث، فتمتلكن نسختين من الكروموسوم X (XX)، مما يعني أن وجود نسخة سليمة يمكن أن تعوض الخلل في الأخرى، وبالتالي يقل احتمال إصابتهن بعمى الألوان بشكل ملحوظ.
هل يمكن علاج عمى الألوان؟
في الوقت الحالي، لا يوجد علاج دائم لعمى الألوان، إلا أن التطورات في علم الوراثة وتقنيات العدسات الذكية قد توفر حلولا مستقبلية كما تشير أبحاث حديثة إلى وجود خلايا جديدة في العين قد تساهم في استعادة الرؤية لدى المصابين بأنواع معينة من اضطرابات الإبصار، وفقا لتقارير علمية جديدة.