مستخلص أوراق الستيفيا المخمّر يقتل خلايا سرطان البنكرياس
منوعات
مستخلص أوراق الستيفيا المخمّر يقتل خلايا سرطان البنكرياس
19 تموز 2025 , 12:50 م

كشف فريق بحثي من جامعة هيروشيما أن مستخلص أوراق الستيفيا المخمّر باستخدام سلالة بكتيرية مستخرجة من أوراق الموز يمتلك تأثيراً مضاداً لخلايا سرطان البنكرياس، دون أن يُلحق ضرراً بالخلايا الكلوية السليمة. وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية (International Journal of Molecular Sciences).

الحاجة إلى حلول جديدة لمكافحة سرطان البنكرياس

أوضح الدكتور ناراندالاي دانشيتسودول، الأستاذ المشارك في قسم علوم البروبيوتيك للطب الوقائي بجامعة هيروشيما، أن "معدلات الإصابة والوفيات بسرطان البنكرياس في تزايد عالمي، مع نسبة بقاء على قيد الحياة لا تتجاوز 10% خلال خمس سنوات، نظراً لطبيعته الغازية ومقاومته للعلاجات الحالية، مما يستدعي البحث عن مركّبات علاجية جديدة وفعّالة، خصوصاً من مصادر نباتية."

آلية لتحويل المركبات النباتية إلى مضادات فعّالة

بينما أشارت أبحاث سابقة إلى الإمكانية العلاجية لمستخلص الستيفيا كمضاد للسرطان، إلا أن التحدي كان في عزل المركبات الفعالة وتطبيقها بشكل مباشر، هنا تأتي أهمية التخمير، كما يشير البروفسور ماسانوري سوغيياما، المؤلف الرئيسي للدراسة، حيث يساهم التخمير الميكروبي في تحويل بنية المركّب النباتي لإنتاج مركبات نشطة بيولوجياً تُعرف بالـ"ميتابوليتات".

سلالة SN13T من لكتوباسيلوس بلانتاروم تعزّز الفعالية المضادة للسرطان

قام الباحثون بتخمير مستخلص أوراق الستيفيا باستخدام سلالة نباتية من Lactobacillus plantarum SN13T (FSLE)، ثم اختبروا تأثيره على خلايا سرطان البنكرياس (PANC-1) والخلايا الكلوية البشرية السليمة (HEK-293)، وأظهرت النتائج أن المستخلص المخمّر يتمتع بفعالية سامة للخلايا السرطانية أعلى بكثير مقارنة بالمستخلص غير المخمّر، مع تأثير طفيف جداً على الخلايا السليمة حتى عند أعلى تركيز تم اختباره.

اكتشاف مركب CAME: المفتاح في التأثير المضاد للسرطان

تمكّن الباحثون من تحديد مركب إستر حمض الكلوروجينيك الميثيلي (CAME) كمادة فعالة مسؤولة عن التأثير المضاد للسرطان، وأظهرت التحاليل أن التخمير خفّض من تركيز حمض الكلوروجينيك الأصلي بمقدار ستة أضعاف، في حين زادت مستويات CAME الذي أظهر سمّية خلوية أقوى وقدرة على تحفيز عملية "الاستماتة" (موت الخلايا المبرمج) في خلايا PANC-1 مقارنة بالحمض الأصلي.

من المختبر إلى النماذج الحيوانية

أعرب الباحثون عن عزمهم على التوسّع في الدراسة لتشمل نماذج حيوانية مثل الفئران، بهدف فهم تأثير المركب عبر الجسم كله، وتحديد الجرعات المناسبة، وصرّح دانشيتسودول:

"لقد ساعدتنا هذه الدراسة على تعميق فهمنا لآلية عمل سلالة SN13T في تخمير المستخلصات النباتية، كما أنها تفتح الباب أمام استخدام البروبيوتيك كمضادات طبيعية محتملة للأورام."