وصفات طبية قديمة تتفوق على المعتقدات الحديثة
منوعات
وصفات طبية قديمة تتفوق على المعتقدات الحديثة
21 تموز 2025 , 13:46 م

كشفت دراسة علمية حديثة عن مفاجأة غير متوقعة قد تغير الطريقة التي ننظر بها إلى العصور الوسطى، والتي لطالما ارتبطت في الوعي الجماعي بغياب العلم وانتشار الجهل والخرافات، فقد أظهرت أبحاث جديدة أن تلك الحقبة الزمنية شهدت نهضة طبية خفية، توثقها مئات المخطوطات التي تحتوي على وصفات علاجية متقدمة تشبه ما يُعرف اليوم بالطب البديل.
- مشروع علمي دولي يكشف الكنوز الطبية المنسية
قاد فريق دولي يضم باحثين من خمس دول، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، مشروعا بحثيا طموحا باسم Corpus of Early Medieval Latin Medicine (CEMLM)، بتمويل من الأكاديمية البريطانية. هدف المشروع إلى جمع وتوثيق وترجمة المخطوطات الطبية التي تعود للفترة التي تسبق القرن الحادي عشر.
وقد تم العثور على مئات الوصفات العلاجية في هذه الوثائق، ما ضاعف حجم المعلومات المتوفرة عن الممارسات الطبية في تلك العصور، وكشف عن مستوى من التطور والوعي الصحي لم يكن يُتصوّر سابقا.
- الطب في كل مكان: من هوامش كتب الشعر إلى غرف العلاج
ومن اللافت أن الكثير من تلك الوصفات لم تكن محفوظة فقط في كتب الطب، بل وُجدت أيضا في هوامش كتب النحو، والشعر، واللاهوت، ما يشير إلى أن المعرفة الطبية كانت منتشرة بين عامة الناس وطلبة العلم، ولم تكن حكرا على النخبة أو الكهنة أو الأطباء.
وتقول المؤرخة الدكتورة ميغ ليغا من جامعة بينغهامتون:
"هذه الاكتشافات تعيد كتابة فهمنا لتاريخ الطب، وتُظهر أن الطب لم يكن شأنا نخبويا فحسب، بل جزءا من الحياة اليومية للناس".
- وصفات مذهلة سبقت الطب البديل الحديث
وتتضمن بعض الوصفات ما يدهش الباحثين اليوم، إذ تُظهر تشابها كبيرا مع العلاجات الطبيعية التي تروج على منصات مثل "تيك توك" على سبيل المثال:
وصفة من القرن التاسع لعلاج الصداع النصفي باستخدام زيت الورد الممزوج بمسحوق نواة الخوخ، وهي تركيبة أثبتت الدراسات الحديثة (عام 2017) فعاليتها في تخفيف آلام الرأس.
وصفة شهيرة تُعرف باسم "شامبو السحلية"، والتي كانت تُستخدم لتحفيز نمو الشعر أو إزالته، وتتضمن مكونات مثل ذيل السحالي المجفف ودهون الحيوانات والأعشاب، ورغم غرابتها، إلا أن بعض مكوناتها تتقاطع مع مستحضرات التجميل الحديثة.
- الطب كممارسة يومية لا مجرد خرافة
تؤكد الدكتورة ليغا أن هذه النتائج تنسف الفكرة النمطية عن العصور الوسطى كفترة مظلمة معادية للعلم، مشيرة إلى أن الناس آنذاك كانوا مراقبين حريصين للطبيعة، يجربون ويلاحظون ويؤلفون وصفات علاجية بناءً على التجربة، وليس مجرد خرافات أو سحر.
وتضيف: "العديد من الممارسات التي تُعرف اليوم باسم 'الطب البديل'، ما هي إلا امتداد لتقنيات وتجارب طبية قديمة".
- إعادة إحياء للتراث الطبي
لا يقتصر عمل المشروع على جمع الوثائق، بل يتضمن ترجمتها وتحليلها ونشرها، لإتاحتها أمام الباحثين والطلاب حول العالم، بهدف تصحيح التصورات المغلوطة عن تاريخ الطب، وتسليط الضوء على فترة تاريخية غنية بالتجربة والملاحظة العلمية.

المصدر: ScienceDaily