نجح باحثون في اختبار زرع إلكتروني مبتكر أعاد الحركة لفئران تجارب مصابة بإصابات في الحبل الشوكي، هذا الابتكار العلمي يُمكن أن يمهّد الطريق لعلاجات جديدة تساعد المصابين بالشلل على استعادة قدرتهم على الحركة والإحساس.
آلية مبتكرة مستوحاة من النمو العصبي الطبيعي
يقود هذا الإنجاز فريق مشترك من جامعة أوكلاند في نيوزيلندا وجامعة تشالمرز للتكنولوجيا في السويد، حيث اعتمد العلماء على آلية طبيعية تحدث أثناء تطور الجهاز العصبي، ففي المراحل الجنينية، تلعب المجالات الكهربائية الضعيفة دورًا في تعزيز نمو الأنسجة العصبية، وهي ظاهرة تستمر جزئيا بعد الولادة.
استلهم الباحثون هذه الآلية الحيوية لتطوير زرع إلكتروني بالغ الدقة — عبارة عن صفيحة رقيقة جدّا — يتم وضعها مباشرةً على موضع الإصابة في الحبل الشوكي، يعمل الزرع على توصيل تيار كهربائي مُقاس بدقة عبر المنطقة المصابة، مما يحفّز نمو وتجدد الأنسجة العصبية.
نتائج واعدة في التجارب الحيوانية
أظهرت التجارب التي أُجريت على مدار 12 أسبوعا نتائج مبشّرة، فقد أظهرت الفئران التي خضعت للتحفيز الكهربائي اليومي تحسنا ملحوظا في نشاطها الحركي مقارنةً بالمجموعة الضابطة. وبعد أربعة أسابيع فقط، بدأت هذه الفئران بالاستجابة بشكل أسرع للمس، مما يشير إلى استعادة جزئية للوظائف الحركية والحسية.
والأهم من ذلك، أن التحفيز الكهربائي لم يُحدث أي التهابات أو آثار جانبية سلبية، مما يدل على أمان هذه التقنية إلى جانب فعاليتها.
نحو أمل جديد لمرضى الشلل
صرّح البروفيسور دارين سفيرسكيس، مدير برنامج CatWalk Cure في جامعة أوكلاند، بأن الهدف النهائي هو تطوير جهاز طبي قادر على استعادة الحركة والإحساس لدى الأشخاص المصابين بإصابات في الحبل الشوكي، وأضاف أن النجاح في التجارب السريرية المستقبلية يمكن أن يفتح آفاقا جديدة تماما في علاج الشلل.
مستقبل علاج إصابات النخاع الشوكي
تجدر الإشارة إلى أن "ساينس ميل" كانت قد ذكرت سابقا أن العلماء طوّروا زرعا آخر يساعد على استعادة حركة الذراع بعد إصابات في الحبل الشوكي، مما يُعزز الآمال في تطوير منظومة متكاملة لعلاج مختلف أنواع الشلل عبر تقنيات الزرع والتحفيز العصبي.