اكتشاف نوع فرعي غامض من مرض السكري في إفريقيا
منوعات
اكتشاف نوع فرعي غامض من مرض السكري في إفريقيا
23 تموز 2025 , 12:59 م

توصل فريق بحثي دولي إلى اكتشاف نوع فرعي غامض من مرض السكري لدى الأطفال والشباب في إفريقيا جنوب الصحراء، يختلف كليا عن النمط الكلاسيكي المعروف للسكري من النوع الأول، هذا الاكتشاف قد يُحدث ثورة في طريقة فهم وتشخيص هذا المرض المزمن في مناطق معينة من العالم.
- حالات غير نمطية بين الأطفال والشباب في إفريقيا جنوب الصحراء
على عكس النوع الأول من السكري الذي ينجم عادة عن استجابة مناعية يهاجم فيها الجسم خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، كشفت الدراسة أن العديد من المرضى في إفريقيا جنوب الصحراء لا يظهرون المؤشرات المناعية المعتادة، ما يشير إلى وجود آلية مرضية مختلفة تماما.
- دراسة جينية ومخبرية شاملة تكشف الفروقات
وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة Lancet Diabetes and Endocrinology، وتُعد الأولى من نوعها التي تستخدم منهجية موحدة تشمل التحاليل الجينية والفحوصات المخبرية لفهم طبيعة مرض السكري في تلك المناطق، قاد الفريق البحثي الدكتورة دانا دابيليا، الأستاذة المتميزة في كلية الصحة العامة بجامعة كولورادو، حيث تم فحص 894 حالة من الكاميرون وأوغندا وجنوب إفريقيا، مع مقارنتها ببيانات مرضى من الولايات المتحدة.
- غياب الأجسام المضادة يثير تساؤلات حول طبيعة المرض
ووفقا للدراسة، فقد أظهرت النتائج أن 65% من المرضى الذين تم تشخيصهم سريريا بالنوع الأول من السكري لا يحملون الأجسام المضادة الذاتية للخلايا الجزيرية (islet autoantibodies)، وهي السمة الأساسية لتشخيص هذا النوع في أماكن أخرى من العالم.
وقالت د. دابيليا تعليقًا على النتائج: "ما نرصده هنا قد لا يكون النوع الأول الكلاسيكي من السكري، الغياب التام للأجسام المضادة في هذه النسبة المرتفعة يشير إلى وجود آلية مختلفة تماما، ربما تكون متعلقة بعوامل وراثية أو بيئية خاصة بهذه المناطق الإفريقية."
- تشابه مفاجئ مع نمط سكري غير مألوف بين الأمريكيين من أصل إفريقي
المثير للاهتمام أن التحليل المقارن للبيانات مع مرضى السكري في الولايات المتحدة أظهر أن 15% من الأمريكيين من أصل إفريقي يعانون من نفس النمط الغريب، أي غياب الأجسام المضادة، في حين احتفظ الأمريكيون البيض بالملامح المناعية التقليدية للمرض حتى في أكثر الحالات تعقيدًا.
- عوامل وراثية وعرقية قد تكون وراء الاختلافات
هذا التشابه يسلط الضوء على احتمال وجود عوامل وراثية أو جينية خاصة تؤثر على نمط تطور المرض لدى بعض المجموعات العرقية. ويطرح الباحثون احتمال وجود "أنماط وراثية واقية" أو "عوامل خطر فريدة" تسهم في تطور شكل جديد من السكري لا يرتبط بالاستجابة المناعية.
- دعوات لإعادة تصنيف مرض السكري واعتماد علاجات مخصصة
وبناءً على هذه النتائج، يشدد الخبراء على أهمية مراجعة استراتيجيات التشخيص والعلاج، إذ قد لا تكون الأساليب التقليدية فعالة مع هذا النمط الجديد من المرض، بل إن الأمر قد يتطلب تصميم بروتوكولات علاجية مخصصة تأخذ في الاعتبار الخصوصيات العرقية والجينية والبيئية.
كما بدأ بعض العلماء الدعوة لإعادة النظر في التصنيفات الطبية لمرض السكري، واقتراح إدراج هذا النوع المكتشف حديثا ضمن فئة مستقلة تماما تستدعي تدخلا علاجيا مغايرا لما هو معتاد.
- نحو طب دقيق يراعي الخصوصيات الجغرافية والعرقية
يشير هذا الاكتشاف إلى نقلة نوعية في مفهوم "الطب الدقيق"، حيث تصبح الحاجة ملحة إلى تشخيص دقيق وعلاج مخصص يتناسب مع الخلفية الجينية والبيئية لكل مريض، ويؤكد الباحثون أن هذا المسار قد يكون مفتاحا لفهم أفضل للأمراض المزمنة وطرق التعامل معها بشكل أكثر فعالية وعدالة على الصعيد العالمي.

المصدر: نيوز ميديكال