أوضحت الدكتورة ماريا شتان، أخصائية علم النفس، أن تقدم الإنسان في العمر يؤدي إلى تراجع في الانتباه والذاكرة، وهو تراجع يرتبط ارتباطا وثيقا بالتغيرات الهرمونية، ويختلف بين النساء والرجال.
- الهرمونات وتأثيرها على الذاكرة والانتباه
تؤكد شتان أن النساء أكثر عرضة لضعف الذاكرة والتركيز مع التقدم في السن، نتيجة لانخفاض مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون، هذه التغيرات الهرمونية تُعد من العوامل الرئيسية التي تفسر التراجع الإدراكي لدى النساء في مرحلة الشيخوخة.
- نتائج دراسات متعددة تؤكد الفروق الإدراكية
تشير نتائج العديد من الدراسات إلى وجود اختلافات واضحة في الوظائف الإدراكية بين الجنسين خلال الشيخوخة الصحية. وتوضح شتان أن هذه الفروق تشمل:
تفوق النساء في اختبارات الذاكرة اللفظية وطلاقة الكلام في بداية مرحلة الدراسة.
تفوق الرجال في مهارات التفكير المكاني، إلا أنهم سجلوا معدلات أعلى من التدهور المعرفي لاحقًا، وخاصة في سرعة المعالجة الذهنية.
- تدهور إدراكي أسرع لدى الرجال رغم البداية القوية
ورغم التفوق الملحوظ للرجال في بعض الجوانب المعرفية عند بداية الدراسة، إلا أنهم أظهروا تراجعًا أسرع في سرعة المعالجة النفسية مع مرور الوقت، وهو ما يُعزى إلى التغيرات في عمل الغدد الصماء مع التقدم في السن.
- هل ذاكرة النساء أقوى من الرجال؟
تشير المعطيات إلى أن النساء يتمتعن بذاكرة لفظية أقوى في المراحل الأولى من التقدم بالعمر، إلا أن انخفاض الهرمونات الأنثوية يؤدي مع الزمن إلى تراجع في الأداء العقلي والانتباه.
وتبقى هذه النتائج مهمة لفهم التغيرات البيولوجية والنفسية التي ترافق الشيخوخة، مما يساعد في تطوير برامج وقائية وعلاجية تستند إلى الاختلافات البيولوجية بين الجنسين.