أكد علماء النفس في جامعة موسكو، ضمن دراسة دولية شاملة، أن التطور اللغوي لدى الطفل يعتمد بشكل مباشر على التفاعل العاطفي مع الوالدين واستجابتهم الحنونة. أظهرت الدراسة أن التشجيع والمدح المستمر للأطفال يعزز من مخزونهم اللغوي ويسرّع اكتسابهم للغة، مما يبرز أهمية دور الكبار في دعم الأطفال عاطفيا.

شارك في الدراسة 3,333 ولي أمر من روسيا وبريطانيا والنرويج، منهم 1,617 من الروس، تم ملء استبيانات مفصلة تصف مفردات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى آراء الآباء حول أساليب التربية المختلفة، ونشرت النتائج في مجلة Collabra: Psychology، التي أوضحت الفروقات الثقافية بين البلدان الثلاثة.

الفروقات الثقافية وتأثيرها على التربية في روسيا

أظهرت النتائج أن الكثير من الآباء الروس يرون أن الاستجابة العاطفية المفرطة والمدح المتكرر يمكن أن يكون ضارا، حيث يخشى البعض أن يؤدي المدح “بدون سبب وجيه” إلى تدليل الطفل أو جعله ضعيفا، هذا الاعتقاد التقليدي يختلف عن ما تشير إليه الأدلة العلمية الحديثة.

أهمية المدح والدعم العاطفي في تطوير اللغة

توضح مارغريتا نيكولايفنا جافرولوفا، الباحثة في قسم علم النفس التربوي بجامعة موسكو، أن الطفل يحتاج إلى الموافقة والتشجيع حتى على أصغر الإنجازات اللغوية، مثل المحاكاة الصوتية الأولى أو النطق لأول مقطع، الأطفال الذين يتلقون دعما ومدحا عاطفيا يظهرون مخزونا لغويا أغنى، لأن التفاعل الحي مع الكبار يُحفّز ويُسرّع من عملية تعلم اللغة.

كيف يؤثر رد فعل الوالدين على نمو الطفل؟

يشكل الكلام مهارات تتطور من خلال التواصل الحي مع الأشخاص المحبوبين، عندما يلاحظ الوالد أو الوالدة نجاحات طفلهما الصغيرة ويردّون عليها بإيجابية، فهذا يشجع الطفل على المحاولة والاستكشاف أكثر، وعلى العكس، يؤدي غياب ردود الفعل من الآباء إلى إبطاء تطور اللغة.