القلب محصن ضد السرطان.. علماء يكشفون السر البيولوجي
منوعات
القلب محصن ضد السرطان.. علماء يكشفون السر البيولوجي
27 تموز 2025 , 15:44 م

رغم أن السرطان يمكن أن يصيب أي عضو أو نسيج في الجسم، فإن القلب يُعد من الأعضاء الأقل تعرضا لهذا المرض، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 3 من كل 10,000 شخص فقط يُصابون بسرطان القلب، مقارنة بـ امرأة من كل 20 تُصاب بسرطان الثدي، فما السبب؟

بحسب الأبحاث، فإن خلايا القلب تتمتع بخصائص فريدة تجعلها تقاوم الانقسام غير المنضبط، وهو جوهر نشوء الأورام.

كيف يبدأ السرطان في الجسم؟

تحدث السرطانات عندما تبدأ الخلايا بالانقسام العشوائي خارج سيطرة الجسم، نتيجة خلل في آلية تنظيم الانقسام الخلوي.

كل نوع من الخلايا ينقسم بمعدل مختلف حسب وظيفته وعمر الشخص. على سبيل المثال:

خلايا الجلد والشعر تتجدد باستمرار

خلايا العظام تعيد تشكيل الهيكل العظمي كل 10 سنوات تقريبا

لكن الانقسام الخلوي يتم عبر "نقاط تفتيش" دقيقة لضمان سلامة الحمض النووي، وأي خلل أو طفرة في هذه الآلية - سواء بسبب التعرض للمواد الكيميائية أو الأشعة أو بشكل عشوائي - يمكن أن يؤدي إلى تطور السرطان.

لماذا خلايا القلب أقل عرضة للسرطان؟

انقسام نادر: بعد الولادة، تتباطأ قدرة خلايا القلب على الانقسام بشكل كبير، بحيث يُستبدل أقل من 50٪ من الخلايا القلبية طوال حياة الإنسان.

حماية تشريحية: موقع القلب داخل القفص الصدري يقيه من العوامل المسرطنة كأشعة الشمس والملوثات البيئية المباشرة.

كلما قلّ انقسام الخلايا، قلت فرص حدوث أخطاء جينية خلال تكرار الحمض النووي، ما يجعل خلايا القلب أكثر أمانا من السرطان.

هل يمكن أن يصاب القلب بالسرطان رغم ذلك؟

نعم، لكن غالبا ما تكون الأورام القلبية ناتجة عن انتقال السرطان من عضو آخر، كسرطان الجلد أو الرئة، عبر عملية تُعرف بالانتقال (Metastasis). 

عندما يظهر الورم في القلب، فإنه غالبا ما يكون أكثر خطورة وأشد عدوانية، وقد أظهرت دراسة أميركية تحليلا لأكثر من 100,000 حالة سرطان قلبي، أن المرضى الذين خضعوا للجراحة والعلاج الكيميائي عاشوا لفترة أطول من أولئك الذين لم يتلقوا العلاج.

رغم أن انخفاض معدل انقسام خلايا القلب يحميه من السرطان، إلا أنه يُضعف قدرته على إصلاح الأنسجة المتضررة نتيجة الإصابة أو الشيخوخة أو النوبات القلبية.

مستقبل الطب: تجديد القلب وعلاجات جديدة

فهم العلماء لآلية انقسام خلايا القلب ساعد في توجيه الأبحاث نحو علاج أمراض القلب.

مثلاً، لوحظ أن القلوب المصابة بالفشل القلبي تحتوي على خلايا منقسمة أكثر من القلوب السليمة، لكن هذا لا يكفي للشفاء الكامل.

مع تطور تقنيات إعادة برمجة الخلايا الدموية وتحويلها إلى خلايا قلبية، أصبح بالإمكان تطوير نماذج مرضية جديدة تساعد على فهم أمراض القلب وربما الوصول إلى قدرة على تجديد القلب.

فهم سبب عدم حدوث السرطان في القلب يُعدّ مهما بقدر فهم كيفية حدوثه، لأنه يفتح آفاقا جديدة لفهم مقاومة السرطان ويقود إلى ابتكار علاجات جذرية.



المصدر: موقع The Conversation