سموتريتش يتوعّد جنوب لبنان: لا انسحاب … ولا إعادة إعمار
مقالات
سموتريتش يتوعّد جنوب لبنان: لا انسحاب … ولا إعادة إعمار
داني القاسم
31 تموز 2025 , 10:22 ص

أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن جيش الاحتلال لن ينسحب من النقاط الخمس المحتلّة جنوب لبنان، متوعداً بمنع إعادة إعمار القرى المدمّرة، ومُطلقاً مزاعم حول نهاية سلاح حزب الله وتخلّي إيران عنه.

وجاءت تصريحات سموتريتش خلال لقاء مع جهات إعلامية يمينية، حيث قال بشكل واضح: “سكان الشمال لن يروا حزب الله على الأسوار بعد الآن … الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من النقاط الخمس، وهناك احتمال كبير بأن سلاح حزب الله دُمّر فعلياً وخامنئي تخلّى عنه … القرى التي دمّرناها في جنوب لبنان لن تُبنى من جديد”.

تصريحات الوزير الإسرائيلي، الذي يُعد من رموز اليمين المتطرّف في حكومة نتنياهو، لم تأتِ من فراغ، بل تعكس واقعاً ميدانياً جديداً تسعى تل أبيب إلى فرضه على الحدود اللبنانية، بعد أكثر من تسعة أشهر من التصعيد المستمر.

حديث سموتريتش عن عدم الانسحاب من النقاط الخمس، يُعتبر تحدّياً مباشراً للقرارات الدولية، خصوصاً القرار 1701 الذي ينصّ بوضوح على ضرورة انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانية بعد حرب تموز 2006، وتشمل هذه النقاط: رميش، عديسة، مارون الراس، بليدا، ومحيط مسكاف عام.

وبهذا التصريح، تعلن إسرائيل عملياً نيتها ترسيخ الاحتلال في مناطق لبنانية حدودية، إمّا بشكل دائم أو كمنطقة أمنية مؤقتة تُستخدم ورقة ضغط في أي مفاوضات لاحقة.

القول بأن “سلاح حزب الله قد دُمّر فعلياً”، يفتقر لأي دليل واقعي على الأرض، ويأتي ضمن حملة دعائية موجهة للرأي العام الإسرائيلي، أما الحديث عن “تخلّي خامنئي عن حزب الله”، فهو محاولة لترويج فكرة عزل المقاومة سياسياً عن محيطها الإقليمي. 

الأخطر في تصريحات سموتريتش، هو ما أعلنه صراحةً بأن القرى المدمّرة في جنوب لبنان “لن يُعاد بناؤها”. هذا التصريح لا يُمكن قراءته إلا في إطار مشروع تهجيري خطير، يهدف إلى إفراغ الشريط الحدودي من سكانه، وفرض “فراغ سكاني” يضمن أمن المستوطنات الإسرائيلية في الجليل الأعلى.

تصريحات سموتريتش تُخاطب جمهوراً داخلياً مأزوماً، في ظل فقدان ثقة المستوطنين بقدرة الجيش على حمايتهم من تهديدات حزب الله، لكنها في الوقت نفسه تُنذر بتفجّر جبهة الجنوب اللبناني أكثر فأكثر، خاصةً إذا قرّرت إسرائيل تثبيت وجودها في نقاط لبنانية بالقوة.

فالرسالة التي حاول أن يُمرّرها هي: “لا تراجع … ولو على حساب السيادة اللبنانية وحقوق المدنيين.