برنامج حكومي صيني يجذب العقول ويعزز النفوذ العلمي
منوعات
برنامج حكومي صيني يجذب العقول ويعزز النفوذ العلمي
3 آب 2025 , 13:09 م

تمكنت الصين من عكس مسار "هجرة العقول" عبر برنامج حكومي خاص يوفر للعلماء الصينيين العائدين من الخارج فرصاً بحثية وإدارية متقدمة، وتشمل هذه المبادرة تمويلاً سخياً، مناصب قيادية، مختبرات مجهزة بالكامل، واستقلالية علمية غير مسبوقة، مما عزز دور الصين في الساحة العلمية الدولية.

دعم حكومي شامل وجاذبية متزايدة للمواهب العالمية

على مدى العقود الماضية، عاد آلاف العلماء الصينيين الذين سبق أن سافروا للعمل أو للدراسة إلى الخارج، بدعم من برامج حكومية مثل "برنامج آلاف المواهب الشابة"، الذي يستهدف الباحثين دون سن الأربعين ممن تلقوا تدريبهم في الخارج.

فعلى سبيل المثال، حصل أحد العلماء في علوم المواد، بعد إكماله زمالة ما بعد الدكتوراه في الولايات المتحدة، على وظيفة أستاذ في جامعة بكين للمعلمين، إلى جانب ميزانية بحثية تبلغ 4 ملايين يوان، وتتيح هذه البرامج للعلماء العائدين مزايا منها:

مكافآت مالية عند التوظيف

دعم سكني ومعيشي

إمكانية إنشاء مختبرات بحثية مستقلة

الاندماج في مشاريع وطنية كبرى

تفوق في النشر العلمي وتراجع بعد خمس سنوات

وفقا لدراسة أُجريت عام 2023، فإن العلماء الذين عادوا في الفترة بين 2012 و2014 نشروا أبحاثا أكثر من زملائهم الذين بقوا في الخارج، لا سيما في بداية مسيرتهم الأكاديمية، لكن غالبا ما تقل جودة هذه المنشورات من حيث النشر في المجلات العالمية المرموقة، ويرجع ذلك إلى أنهم لا يزالون في مراحل مبكرة من حياتهم العلمية ولم يكتسبوا بعد الثقل الأكاديمي الكافي.

رغم ذلك، فإن أبحاثهم تُستشهد بها أكثر من أبحاث العلماء الذين لم يغادروا الصين إطلاقا، كما أنهم يحافظون على علاقاتهم مع شركائهم الأجانب لفترة أطول، إلا أن هذه العلاقات تبدأ بالتراجع بعد خمس سنوات من عودتهم، مما يشير إلى حدود التأثير طويل المدى لتلك البرامج.

مناصب قيادية ومكانة مؤسسية متنامية

يشغل العديد من هؤلاء العلماء العائدين مناصب إدارية بارزة، مثل عمداء كليات ورؤساء أقسام ومديرين لمشروعات وطنية، ويعملون كحلقة وصل بين العلم الصيني ونظيره العالمي، لكن مع امتلاء المناصب واشتداد المنافسة، يواجه الوافدون الجدد إلى هذه البرامج تحديات أكبر ومساحة حرية أقل من سابقيهم.

تطور في جودة الأبحاث وتوسع في الحضور الدولي

بفضل هذه الاستراتيجية الطموحة، تحسنت جودة الأبحاث داخل الصين، وقويت المؤسسات الأكاديمية، وأصبحت الصين أكثر اندماجا في المنظومة العلمية العالمية، ورغم التحديات التي تواجهها البرامج في المدى الطويل، فإن تأثيرها التحويلي على المشهد العلمي الصيني واضح وملموس.

المصدر: Science Mail