سر خمول فيروس اللوكيميا ينكشف ويمهد لعلاج جديد
منوعات
سر خمول فيروس اللوكيميا ينكشف ويمهد لعلاج جديد
4 آب 2025 , 15:27 م

كشف فريق بحثي من جامعة كوماموتو اليابانية عن آلية جديدة تتيح لفيروس اللوكيميا البشري من النوع الأول (HTLV-1) أن يبقى في حالة خمول داخل الجسم دون أن يثير استجابة مناعية، هذا الاكتشاف المنشور في مجلة Nature Microbiology، يُعتبر خطوة محورية نحو تطوير علاجات مستقبلية فعالة ضد هذا الفيروس الخطير، الذي يُعد من الفيروسات الراجعة المرتبطة بمرض سرطان الخلايا التائية لدى البالغين (ATL).

الصمت الجيني: كيف يخدع الفيروس جهاز المناعة؟

أظهر الباحثون أن الفيروس يستخدم آلية "الصمت الجيني" للبقاء كامناً داخل جينوم الخلية البشرية، حيث تمّ تحديد عنصر وراثي "كابت" أو "مُخمد" داخل جينوم الفيروس يعمل على إخماد تعبير الجينات الفيروسية، مما يمنع الجهاز المناعي من التعرف عليه. 

آلية خمول فيروس اللوكيمياآلية خمول فيروس اللوكيميا

هذا العنصر يجذب مجموعة من البروتينات الخلوية، خاصة مجمع RUNX1، والتي تعمل على تعطيل التعبير الجيني للفيروس. وعندما قام الباحثون بإزالة هذا العنصر أو تعديله في التجارب المخبرية، أصبح الفيروس أكثر نشاطا وسهل التعرف عليه من قبل جهاز المناعة.

من فيروس اللوكيميا إلى فيروس الإيدز

في تجربة مدهشة، قام الفريق بإدخال هذا العنصر الكابت في فيروس نقص المناعة البشرية (HIV-1)، والنتيجة؟ أصبح فيروس الإيدز في وضع يشبه "الخمول"، حيث انخفضت معدلات تكاثره وقدرته على تدمير الخلايا، هذا يشير إلى إمكانية استخدام هذه الآلية الوراثية لتطوير استراتيجيات علاجية جديدة لعلاج فيروس الإيدز أيضا.

تصريح الباحث الرئيسي: "نقلب الطاولة على الفيروس"

قال البروفسور يوريفومي ساتو، قائد الفريق البحثي:

"لأول مرة نكتشف آلية مدمجة داخل فيروس اللوكيميا تمكنه من إخفاء نفسه عن جهاز المناعة، هذه خدعة تطورية ذكية، والآن بعد أن فهمناها، يمكننا استخدامها لصالحنا في العلاج."

آفاق جديدة لعلاج الأمراض الفيروسية الراجعة

يشكل هذا الاكتشاف بارقة أمل ليس فقط لعلاج فيروس HTLV-1، خاصة في المناطق الموبوءة مثل جنوب غرب اليابان، بل أيضا في التعامل مع فيروسات راجعة أخرى كفيروس HIV، من خلال التحكم في آليات الخمول الفيروسي وتوجيه الجهاز المناعي للتعرف على الفيروسات الكامنة والتخلص منها.