أليس من المثير للسخرية أن نتنياهو، الذي جرّم محكمة الجنايات الدولية وهدد قضاتها لمجرد اقترابهم من مساءلة إسرائيل، يقف اليوم متكئا على ذات المحكمة ليدين ما سماه "التجويع المتعمد"؟
وهل ننسى تلك الإدارة الأمريكية التي فرضت العقوبات على المحكمة لأنها تجرأت على التحقيق في جرائم حرب محتملة ارتكبتها إسرائيل في غزة، وأمريكا نفسها في أفغانستان؟ ها هي اليوم تتحدث عن "العدالة الدولية" فقط لأن الألم لامس جلدها.
نتنياهو، الذي دكّ المستشفيات فوق رؤوس المرضى، وقطع الكهرباء والماء عن ملايين المدنيين، يظهر اليوم على الشاشات يذرف دموع القانون الدولي من أجل "وجبة طعام" لمحتجز واحد.
يا لها من مفارقة: يصبح القانون الدولي مقدسا لا يُمس إذا كان الضحية إسرائيليا، ويُعامل كأداة تهديد إرهابي إذا كان الضحية فلسطينيا.
مفارقة قاسية، لكنها كاشفة: في هذا العالم، لا القانون هو من يحكم... بل من يملك حق تعريف الجريمة، ومن يحتكر عدسات الكاميرا.