دخان حرائق الغابات خطر خفي يهدد صحة الإنسان
منوعات
دخان حرائق الغابات خطر خفي يهدد صحة الإنسان
5 آب 2025 , 14:32 م

شهدت مدينة مينيسوتا خلال الأسبوع الماضي انتشارا كثيفا لدخان حرائق الغابات ، حيث غطّى الدخان أفق المدن الكبرى بضباب بني يحجب الرؤية، رغم وضوح الدخان، فإن الخبراء الصحيين يعيرون اهتماما أكبر للجزيئات الدقيقة جدا التي لا تُرى بالعين المجردة والتي تحمل مخاطر صحية أكبر.

جزيئات الدخان الدقيقة عدو خفي يتجاوز دفاعات الرئة

تبلغ جزيئات الدخان الناتجة عن الحرائق عادة أقل من 2.5 ميكرومتر في القطر، أي أصغر بأربع مرات من جزيئات الغبار أو حبوب اللقاح، وأصغر بعشر مرات من حبيبات الرمل، هذه الجزيئات الصغيرة تتجاوز دفاعات الرئة الطبيعية، مما قد يسبب مشاكل في التنفس ويصل أحيانا إلى مجرى الدم مسببة مشاكل صحية متعددة.

تقول جيسي كار، مشرفة علم الأوبئة البيئية في وزارة الصحة بولاية مينيسوتا:

"يمكن تخيل هذه الجزيئات كأنها ورق صنفرة صغير يدخل إلى رئتك ويثير التهيج المستمر."

تنبيهات جودة الهواء والزيارات المتزايدة للطوارئ

أصدرت وكالة مكافحة التلوث في مينيسوتا 30 تنبيها لجودة الهواء بسبب دخان الحرائق هذا العام، مع تنبيه يمتد لخمس أيام، وهو الأطول في تاريخ الولاية.

وأظهرت الأبحاث الأولية زيادة في عدد زيارات الطوارئ خلال وبعد فترات تنبيه الدخان، لا سيما بين الأطفال والمرضى المصابين بأمراض تنفسية مزمنة مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.

مضاعفات صحية تتجاوز الجهاز التنفسي

لم تقتصر تأثيرات الدخان على أمراض الجهاز التنفسي فقط، بل أشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى ارتفاع في عدد النوبات القلبية وحالات السكتة الدماغية المرتبطة بأيام تدهور جودة الهواء بسبب دخان الحرائق.

نصائح وقائية للمعرضين للخطر

البقاء داخل المنازل ذات التكييف.

استخدام أقنعة N95 المخصصة لتقليل استنشاق الجزيئات الدقيقة.

ضبط تكييف السيارات على وضع إعادة تدوير الهواء.

تقليل الأنشطة الخارجية خاصة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والحوامل.

تأثير الدخان على السكان المحليين

في مناطق مثل جراند ماريس حيث لا يوجد تكييف بسبب المناخ البارد على شواطئ بحيرة سوبيريور، يصبح التنقل داخل البيئة الملوثة أكثر صعوبة، مما يتطلب حلولا مخصصة لكل منطقة.

التهاب الرئة وتكرار التعرض

تتسبب جزيئات الدخان في حدوث التهاب وتورم بالجسم، ومع تكرار التعرض تصبح الآثار أكثر خطورة، دراسات محدودة بين رجال إطفاء الغابات تظهر تراجعا في وظائف الرئة بعد التعرض المتكرر، لكن البيانات عن التأثيرات طويلة الأمد ما تزال ناقصة.

الأوزون الأرضي: تهديد جديد محتمل

مع تراجع كثافة الدخان وازدياد أشعة الشمس، قد تتفاعل المركبات العضوية المتطايرة في الدخان مع الشمس لتكوين الأوزون الأرضي، وهو ملوث قد يزيد من الالتهابات ومشاكل التنفس.

يقول الدكتور ماثيو بريكر:

"الأوزون مفيد في طبقة الأوزون على ارتفاع 6 أميال، لكنه ضار عندما يكون على سطح الأرض والهواء الذي نتنفسه."