تشكل طفيليات الأمعاء خطرا صحيا صامتا يهدد ملايين الأشخاص حول العالم، وغالبا ما تمر الإصابة بها دون تشخيص، بسبب تشابه أعراضها مع مشكلات هضمية شائعة كالإمساك والانتفاخ، وتتراوح هذه الطفيليات بين الديدان المعوية كالدبوسية والشريطية، والطفيليات المجهرية مثل الجيارديا (Giardia) والأميبا (Entamoeba histolytica).
طرق انتقال عدوى الطفيليات وتشخيصها والعلاجات المتاحة بين الطب والبدائل الطبيعية
وتنتقل العدوى غالبا من خلال الأطعمة والمياه الملوثة، أو عبر ملامسة الأسطح الملوثة ويزداد خطر الإصابة في البيئات ذات النظافة المحدودة أو بين الأطفال، وتشمل الأعراض الشائعة اضطرابات معوية متكررة تعب مستمر حكة شرجية ليلية ونقص في الشهية أو الوزن.
ووفقا لمراكز مكافحة الأمراض الأمريكية (CDC)، فإن التشخيص يبدأ بفحص البراز، وقد يتطلب الأمر فحوصات متقدمة كاختبارات الأجسام المضادة أو التنظير.
أما العلاج فيعتمد على نوع الطفيلي ويشمل أدوية فعالة مثل الميترونيدازول والألبيندازول والبرازيكوانتيل، التي تصرف بوصفة طبية وتتكرر أحيانا بعد أسابيع لضمان القضاء على البيوض.
وفي المقابل لا تزال المكملات الطبيعية محل جدل علمي، رغم انتشارها، فالثوم وبذور القرع والشيخ أظهرت خصائص مضادة للطفيليات في تجارب صغيرة، لكنها لا تعتبر بدائل معتمدة للعلاج الدوائي، بل مكملات داعمة فقط وتستخدم بحذر وتحت إشراف طبي.
الوقاية من الطفيليات تبدأ بالنظافة
وتؤكد منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الوقاية تبدأ من النظافة الشخصية وغسل اليدين جيدا، مرورا بشرب مياه نظيفة وطهو اللحوم جيدا وصولا إلى تعقيم الخضروات والفواكه قبل تناولها، كما يوصى بمعالجة جميع أفراد الأسرة عند تشخيص إصابة واحدة، لا سيما في حالات العدوى الجماعية كالديدان الدبوسية.
وأخيرا لا ينبغي الانجرار خلف وصفات “تنظيف القولون” الشائعة على الإنترنت دون تأكيد طبي. فتنظيف الأمعاء من الطفيليات ليس إجراء تجميليا أو موسميا، بل ضرورة صحية تستند إلى العلم والدقة لا الترويج والتهويل.