يا سبحان الله
رغم أن
هناك العديد من شوارع بيروت التي
تحمل أسماء شخصيات أجنبية مجرمة.. وقادة أذاقونا الويلات في زمن إحتلالهم لبلدنا ..ومن بين هذه الشوارع: شارع الجنرال ديغول، شارع كليمنصو، وشارع غورو. كما يوجد شارع بإسم ضابط المخابرات الفرنسي "كولمباني"، و"مونو" و"ويغان" و"فوش" و"فرنسا" و"اللمبي" و"سبيرز" و"جاك
شيراك". وشارع بلس والكثير من الأسماء التي تمجّد المستعمر وتذكرنا دائماً بالقهر الذي مورس علينا خلال الإحتلال..ولا أعلم لماذا أستثنوا شارون ولم يخلدوه بنقش إسمه على جادّة من جادات الوطن ..!!!
رغم وجود كل هذه الأسماء الغربية على شوارعنا فإن دولتنا لم تجد سوى إسم جادة الرئيس العربي السوري حافظ الأسد لتزيله من الوجود ...!!!
بلد غريب هذا اللبنان
يفرح بمحتلِّيه ويزيّن الشوارع بأسمائهم كي لا ننسى أفضالهم علينا .. في كل دول العالم التي تحترم شعوبها ونضالاتهم في الدفاع عن الأرض والوطن نجد الشوارع بأسماء من ناضلوا وقدموا التضحيات لحفظ أوطانهم، إلّا في لبنان ..الذي يتماهى مع الجلاد ويحترم قوّته ويشعر بالدونية تجاهه لذا فبلدنا تتجاهل أبطالها وترميهم من الذاكرة الجماعية وتدوس تاريخهم ..فلا شوارع بأسمائهم ولا ذكر لهم حتى في الكتب الدراسية المقررة من وزارة التربية ..
واليوم قررت دولتنا العلية إصدار فرمان تعتذر فيه من الفنان العظيم زياد الرحباني عن الإثم الذي أرتكبته بعدم إعلانها الحداد على خسارة عبقرية هي أعظم ما أنتجه هذا الوطن المُبتلى بحكومات متعاقبة لم يرَ منها الشعب اللبناني الخير ..فقرر مجلس الوزراء تعديل إسم جادّة الرئيس العربي الراحل حافظ الأسد واستبداله بإسم زياد الرحباني .. وطبعاً نحن نتمنى أن يكون في كل مدينة لبنانية ساحة أو معلم أثري أو فني بإسم فقيدنا الذي لن يتكرر .. ولكن كان بإمكانهم
(خلع)
إسم جنرال من جنرالات الإجرام ويضعون مكانه إسم زياد .. لماذا أختاروا جادة حافظ الأسد هل هي لفته كريمة لإرضاء الجولاني ..أم هي تتمة لما فعله من نبش قبور وتكسير تماثيل في كل أنحاء سورية الحزينة .. ما هذا الفرمان المريب .. ولماذا جادة المطار .. زياد كان يعشق الحمرا وعاش كل حياته في شوارع الحمرا ،بل إن زياد بحد ذاته،كان أهم معلم حضاري في الحمرا.. فلماذا تبتعدون به عن المكان الذي شهد عبقريته وفلسفته ومسرحياته وألحانه الخالدة ..عن الشوارع التي شهدت إحباطاته وأحزانه فرحه ويأسه ..عن الطرقات التي شهدت دموعه وحبه وغنّى فيها وبكى .. لماذا ..؟؟؟ روح زياد ستشعر بالراحة والسلام حين تطلقون إسمه على
شارع من شوارع الحمرا.. ولكن حين ترفعون إسم حافظ الأسد عن شارع حمل إسمه لزمنٍ طويل وتتلاعبون بذاكرتنا فإن روح زياد المناضل المقاوم العربي العاشق لسورية العروبة ستنتفض ولن تكون ممتنّة لكم ..
وإن كنتم تريدون إرضاء الجولاني وتتذاكون علينا فسمّوا أولادكم وأحفادكم بإسمه .. ولا تستخدموا إسم زياد لتمرير هذه الهدية لمن سيفه
جاهز لذبحنا عندما تأتيه الأوامر
..
نحن الذين أحببنا زياد وعشقنا فكره وفنّه وموسيقاه ومن كبرنا معه وحزننا معه وفرحنا معه نتمنى من حكومتنا الموقّرة أن تطلق إسمه على
أكثر من شارع في منطقة الحمرا أو الكونسرفاتوار أو أحد المسارح ..ولكن أن تقذفه على طريق المطار فليست فكرة موفقة .. ليتك يا دولتنا تقومين بالواجب كما ينبغي
..ولو مرة واحدة في العمر..
فإن روح زياد منذ رحيله تهيم في فضاء الأمكنة التي عشقها وعاش فيها في الحمرا ..لروحه المبدعة المجد والسلام
*هيام وهبي*