عدنان علامه – عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
في العام 2000، نجحت "الأمهات الأربع" في فرض انسحاب إيهود باراك من جنوب لبنان، بعد أن تحولت خسائر الجيش اليومية إلى نزيف لا يمكن تحمله. واليوم، تتصدر "عائلات الأسرى" المشهد في إسرائيل، رافضة إعادة احتلال غزة، ومطالبة بصفقة شاملة تعيد أبناءهم، محذرة: "لن نقف مكتوفي الأيدي".
لكن خلف هذا الضغط الشعبي، يختبئ واقع عسكري مأزوم: 18500 جندي أصيبوا منذ 7 أكتوبر، بينهم 3800 يعانون اضطراب ما بعد الصدمة، وأكثر من نصف الجرحى مصابون بأمراض نفسية، فيما يتوقع وصول العدد الإجمالي للمصابين جسديًا ونفسيًا إلى 100 ألف بحلول 2028 إذا استمرت الحرب.
وحالات الانتحار بلغت 21 في عام واحد، ونقص الأطباء النفسيين يفاقم الانهيار المعنوي.
كما أن وجود مصابين نفسيًا على الجبهات الأمامية يرفع مخاطر الانفلات الميداني، فيما قفزت "الإصابات العملياتية" الناتجة عن أخطاء التنسيق إلى 17%، وهو مؤشر خطير لجيش يصنف في المرتبة 19 عالميًا.
في ظل هذا الغليان الداخلي والانهيار المعنوي للجيش، قد يجد نتنياهو نفسه أمام نفس المعادلة التي واجهها باراك عام 2000: إما الانسحاب الفوري، أو مواجهة تصدع داخلي يُسقط الجيش والحكومة معًا.
وإنَّ غدًا لناظره قريب
09 آب/ أغسطس 2025