تطرح الأبحاث تساؤلات مهمة حول ما إذا كان التعرض لصدمات نفسية سابقة يجعل الشخص أكثر حساسية للضغوط الجديدة أم يمنحه مقاومة أفضل، استنادا إلى فرضيتين متعارضتين، إحداهما تقول إن الصدمات تهيئ الدماغ لتفاعل أشد مع التوتر، والأخرى تدعو إلى أن التعود على الصدمات يعزز من مقاومة الفرد للضغط النفسي .
دراسة جامعة ييل واستخدام تقنيات متطورة
أجرى علماء من جامعة ييل دراسة شاملة شملت 170 مريضا تعرضوا لصدمات متنوعة، مثل الكوارث الطبيعية والحوادث المرورية والصدمات الاجتماعية، مستخدمين تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) وطرق التعلم الآلي لتحديد مناطق الدماغ المرتبطة بالتجارب الصادمة.
تجارب استثارة الضغط وتحليل ردود الفعل الدماغية
شملت التجارب إثارة الضغوط عبر غمر أيدي المشاركين في مياه شديدة البرودة، وتقديم هرمون الهيدروكورتيزون لتحفيز استجابة الجسم الطبيعية تجاه التوتر، أظهرت النتائج انخفاضا في التواصل العصبي بين الشبكات المرتبطة بالصدمة السابقة، مما يشير إلى تعطيل نظام الحماية النفسية في الدماغ عند التعرض لضغط معتدل. صحة نفسية أقوى ومقاومة أفضل.
الصدمة النفسية
لوحظ أن المشاركين الذين يعانون من أعراض أقل للاكتئاب أظهروا انقطاعا أكبر في ترابط الشبكات العصبية، مما يدل على قدرة أفضل على التكيف مع الضغوط الجديدة، يشير ذلك إلى أن الأشخاص ذوي الصحة النفسية المستقرة يمكن لأدمغتهم أن تعطل بشكل فعّال الشبكات العصبية المرتبطة بالصدمة السابقة أثناء مواجهتهم للتوتر الحالي.
آفاق البحث المستقبلية
يؤكد الباحثون أن تعطيل شبكات الصدمة في حالات التوتر المعتدل مفيد للصحة النفسية، ويخططون لمزيد من الدراسات لفهم كيفية تكيف الدماغ مع الضغوط المختلفة بشكل أعمق.