أعلن باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) عن تقدم مهم في مكافحة ديدان الجلد الطفيلية المعروفة باسم Strongyloides stercoralis، والتي تصيب أكثر من 600 مليون شخص حول العالم، خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية ذات البنية التحتية الصحية الضعيفة.

ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications، فإن تعطيل مسار حساسية الدوبامين لدى هذه الديدان يمنعها من محاولة اختراق الجلد، مما يفتح الباب أمام تطوير كريمات أو مستحضرات موضعية تعمل كحاجز وقائي، على غرار عمل طارد البعوض (DEET).

 ديدان تبحث عن مدخل عبر الجلد

ديدان الخيطيات الطفيلية، وهي نوع من الديدان الأسطوانية، تقضي وقتا في التجول على سطح جلد الإنسان، تبحث وتختبر قبل أن تبدأ في عملية الحفر والدخول.

في البشر، يرتبط الدوبامين بالشعور بالمكافأة والمتعة.

في هذه الديدان، يرتبط الدوبامين بالدافع لاختراق الجلد.

عند تعطيل مسار الإشارات العصبية المرتبط بالدوبامين، تستمر الديدان في الحركة على سطح الجلد، لكنها نادرا ما تحاول الحفر والاختراق.

 مشكلة ديدان الجلد الطفيلية

يصيب Strongyloides stercoralis أكثر من 600 مليون شخص حول العالم، خاصة في البيئات الحارة والرطبة ذات الصرف الصحي الرديء، تنتقل الدودة عبر براز الشخص المصاب إلى التربة، وعندما يلامس إنسان أو حيوان الأرض الملوثة، تدخل اليرقات الصغيرة (بحجم نصف رأس قلم الرصاص، أي 0.5 ملم) إلى الجلد وتبدأ دورة حياتها المعقدة، مسببة أمراضا خطيرة.

كيف درس العلماء سلوكيات الاختراق؟

أجرت الباحثة روهي باتيل من UCLA تجارب على عينات من جلد الفئران والبشر، مستخدمة ديدان معدّلة وراثيا لتكون مضيئة، ما سهّل تتبع حركتها تحت المجهر.

وجدت أن الديدان تخترق جلد الفئران بسرعة، لكنها تستغرق حتى 10 دقائق لاستكشاف جلد البشر قبل اختيار نقطة الاختراق.

نوع آخر من الديدان الطفيلية الخاصة بالفئران تمكن من اختراق الجلد البشري بنسبة 40% فقط، مما يشير إلى وجود سلوكيات متخصصة للبحث عن نقاط ضعف في جلد المضيف الطبيعي.

الدور الحاسم لقناة TRP-4

عند تعديل الجين المسؤول عن إنتاج قناة TRP-4، وهي قناة أيونية تعمل في الخلايا العصبية التي تطلق الدوبامين، فشلت الديدان تقريبا في اختراق الجلد.

قناة TRP-4 موجودة في أنواع أخرى من الديدان مثل الديدان الخطافية، لكنها غير موجودة لدى البشر، مما يجعلها هدفا مثاليا للأدوية.

تعطيل هذه القناة لا يؤثر على مسار الدوبامين لدى الإنسان، مما يقلل من خطر الآثار الجانبية.

 نحو كريمات وقائية جديدة

يقترح الباحثون أن تطوير كريمات أو مستحضرات جلدية تمنع عمل قناة TRP-4 أو مكونات أخرى من مسار الدوبامين في الديدان، قد يوفّر وسيلة وقائية فعالة ضد العدوى قبل حدوثها، خاصة في المناطق الموبوءة.