يشكل سرطان الحنجرة أحد الأمراض الخبيثة التي تفرض تحدياً صحياً عالمياً، حيث يُصاب به أكثر من مليون شخص سنوياً، ويتسبب في وفاة ما يقارب 100 ألف مريض حول العالم.
وتشمل أبرز عوامل الخطورة المرتبطة به:
التدخين
إدمان الكحول
الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)
وتتراوح نسب البقاء على قيد الحياة خلال خمس سنوات بعد العلاج بين 35% و78%، وذلك بحسب مرحلة الورم وموقعه.
- أهمية الكشف المبكر وتحديات التشخيص التقليدي
يُعتبر الكشف المبكر عاملاً حاسماً في تحسين فرص الشفاء وفعالية العلاج، إلا أن طرق التشخيص التقليدية مثل تنظير الأنف بالفيديو وأخذ الخزعات تعتبر مكلفة، وقد تتطلب تدخلاً جراحياً، فضلاً عن أن صعوبة الوصول إلى أخصائي قد تؤخر التشخيص، ما ينعكس سلباً على نتائج العلاج.
- دراسة حديثة تكشف إمكانية التشخيص عبر الصوت
في بحث علمي جديد، أظهر فريق من الباحثين إمكانية اكتشاف مؤشرات مبكرة لسرطان الحنجرة من خلال تحليل الصوت فقط، حيث تم التعرف على تغيرات وآفات في الطيات الصوتية قد تكون دليلاً على الإصابة في مراحلها الأولى.
اعتمد الفريق على مشروع Bridge2AI-Voice التابع للمعهد الوطني الأمريكي للصحة، حيث جرى تحليل أكثر من 12,500 تسجيل صوتي لعدد 306 مشاركين من أمريكا الشمالية.
وأثبتت النتائج قدرة التقنية على التمييز بين الأصوات السليمة وأصوات المرضى الذين يعانون من آفات حميدة أو سرطانية في الحبال الصوتية، خاصة لدى الرجال، عبر دراسة مؤشرات مثل:
التردد الأساسي للصوت
الارتعاش الصوتي
نسبة التوافقيات إلى الضوضاء
- تصريحات الباحثين وآفاق التطبيق الطبي
أوضح الدكتور فيليب جينكينز، الباحث الرئيسي، أن هذه المؤشرات الصوتية الحيوية يمكن أن تتيح تمييز المرضى المصابين بآفات الطيات الصوتية بدقة، ما يمهد الطريق لاستخدام الصوت كأداة تشخيصية للكشف المبكر عن سرطان الحنجرة.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشمل توسيع قاعدة البيانات الصوتية، وتدريب الخوارزميات على نطاق أوسع، وإجراء اختبارات سريرية لضمان فعالية التقنية لدى الرجال والنساء، مع توقع بدء التجارب السريرية خلال العامين القادمين.
- آفاق مستقبلية في تشخيص الأمراض بالصوت
تفتح هذه الدراسة آفاقاً جديدة أمام استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض الصوتية والسرطانية بأسلوب أقل تدخلاً، وأكثر سرعة ودقة، مما قد يحسن بشكل ملحوظ فرص التشخيص المبكر والعلاج الفعال.