قد تحدث يالطا جديدة و تعيد القمة الروسية الأمريكية هندسة النظام العالمي.
منوعات
قد تحدث يالطا جديدة و تعيد القمة الروسية الأمريكية هندسة النظام العالمي.
علي وطفي
15 آب 2025 , 23:51 م


هذا في حال كانت القمة بتوجيه من مؤسسات الدولة العميقة و ليست مبادرة شخصية من ترامب .

المحادثات في "ألاسكا" بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، نقطة تحول نوعية في الجيوسياسة الدولية ، و تغليب دبلوماسية القوى العظمى بعد ترنح العالم أحادي القطب التي انتهجته واشنطن منتشية بالتخلص بالتخلص من الإتحاد السوفيتي لان انهيار النظام السياسي الدولي الثنائي القطب ضرب البنية الأمنية التي نشأت بعد نهاية الحرب الباردة و ساعدت شريعة الغاب حاكمها الكاوبوي الامريكي بوحشيته ، حيث ضربت أسس النظام العالمي السابق حيث انهارت مفاهيم أساسية اهمها الاستقرار الإستراتيجي النووي و العسكري التي كانت قائمة عبر اتفاقيات الحد من التسلح النووي و الصاروخي بكل مدياته .

كما بدا واضحاً ظل السياسة الامريكية اليوم ، بدأ يفقد حلف الناتو أهميته السابقة و خاصة بعد بدء تبلور تعدد الأقطاب حتى الثقافية و الحضارية، بما تحمله من تنوع في القيم و المفاهيم و طرق و اسلوب التنمية مع التفوق العسكري التكنولوجي الاستراتيجي الروسي الذي أظهر مؤخرا عامل قوة و نجاح العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، قد غيّر موازين القوى في العلاقات الدولية جذريا ، حيث واضح ان الكرملين فرض قواعد جديدة بسياسة القوة على حلفاء واشنطن الغربيين.

مثال على ذلك صاروخ "أوريشنيك " الأسرع من الصوت ب17 مرة و خروج روسيا من معاهدة وقف نشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى يعزز المواقف التفاوضية من جهة موسكو في الحوار مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الأمنية الرئيسية ، و يرى محللين روس الوضع اليوم اشبه بما كان في القرن الثامن عشر - عصر الامبراطورة يكاترين الثانية، عندما شاركت الإمبراطورية الروسية في السياسة الأوروبية على قدم المساواة من موقع قوة ،في ذلك الوقت، انتهجت موسكو سياسة "الحياد المسلح" خلال حرب الاستقلال الأمريكية، تأكيدا على استقلال سياستها الخارجية ، و مع ذلك، كان دخول االروسية إلى باريس 1814م بداية سياسة طويلة الأمد لاحتواء روسيا قبل القوى الغربية , لذلك نرى الطبيعة الوجودية لسياسة الغرب المعادية لروسيا.

النزاع بين واشنطن و موسكو في أوكرانيا ، هو العثرة الاهم و العائق الكبير في وحه تطبيع العلاقات بين البلدين استنادا للضغط المتواصل من قبل إرادة ترامب ، ربما تضطر كييف لدفع ثمن وقف إطلاق النار و معاهدة سلام تعترف بالحدود الجديدة بدون مثل هذا الاتفاق يستحيل استقرار البلاد و تحرك العجلة الإقتصادية و هذا يمنح الجانب الأمريكي نفوذا قويا و استثمارات هائلة و خاصة في استخراج المعادن الثمينة و يمكن من عودة الشركات و الاستثمارات الامريكية إلى السوق الروسية ايضا التي خسرت سوقا هائلا

و قد يتفق الرئيسين على خطة روسية أمريكية حسب تسرب من مصادر روسية قريبة من الكرملين تقوم على نظام فيدرالي في اوكراينا يعطي نفوذ و مصالح حيوية لروسيا في مناطق شرق اوكراينا ، حيث من الناحية الاقتصادية، لن تتمكن أوكرانيا من البقاء إلا في ظل تعاون وثيق مع روسيا تاريخيا ، كما سورية و لبنان لان الاتحاد الأوروبي، الذي يعيد تسليح نفسه و كييف ، ليس لديه أموالًا كافية لإعادة إعمار أوكرانيا ، و هو الذي أصبح يعتمد بشكل ضخم على الصادرات و الواردات الصينية لذلك تم استبعاده من الحل .

ايضا الولايات المتحدة دولة امامها أيضا تحديات إضافية لبناء علاقات طويلة الأمد مع روسيا و أمريكا ليست دولة تقليدية انما تقوم على مؤسسات و مراكز قوى تتكون من جماعات بمصالح مختلفة و متضاربة أحيانا ، و هناك طبقة عليا من البيروقراطية تتمتع بسلطة كبيرة، لكنها تمثل مصالح خفية تودي إلى تنافس في صنع قرارات السياسة الخارجية

اما من الناحية الإقتصادية والمالية البلدين يتحكم بهما عالميا نظام "بريتون وودز" اليوم الامر تختلف هناك تكتلات اقتصادية و تجارية تمثل حد أدني 40% من التعامل العالمي بين الدول إضافة لذلك ، روسيا اليوم لديها من الموارد و الخبرات كافية و شركاء متشابهين في التفكير داخل مجموعة البريكس مثلا و شنغهاي و غيرها من صيغ التعاون الإقليمية و الدولية و هذا ما اثبت نجاعته رغم كمية قرارات حصار و الاطباق على روسيا ماليا ،اقتصاديا و تجاريا و السؤال هل ترامب قادر على فتح صفحة جديدة رغم اختلاف مراكز النفوذ في بلده داخل مصنع القرارات على مستوى العالم مع بوتين القابض على القرار السياسي و معه راي عام كبير يسانده و الذي لن يتنازل عن نجاحاته في اوكراينا مهما كلف الثمن .