أعلن علماء ناسا بالتعاون مع منظمة بحوث الفضاء الهندية (ISRO) عن إنجاز تاريخي تمثل في نشر أكبر عاكس هوائي في تاريخ الوكالة، أُطلق عليه اسم "الطبق الذهبي"، بقطر يصل إلى 12 مترا.
يشكّل هذا الهوائي المكوّن من 123 عنصرا معدنيا مغطاة بشبكة ذهبية القلب النابض للقمر الصناعي NISAR، الذي أُطلق في 30 يوليو 2025 من مركز ساتيش داوان الفضائي بالهند.
- مهمة NISAR: رؤية ما وراء الغيوم
صُمم القمر الصناعي NISAR لرصد الظواهر الطبيعية بدقة غير ممكنة عبر الكاميرات التقليدية، إذ تشمل مهامه:
تتبع حركة الجليد الأزلي حتى تحت الغيوم.
رصد أدق التشوهات في سطح الأرض بعد الزلازل أو ثوران البراكين.
مراقبة التغيرات في النظم البيئية مثل الغابات والمستنقعات.
وتتميز المهمة بدمج رادارين يعملان في النطاقين L و S للمرة الأولى، ما يتيح رصد التغيرات بدقة تصل إلى سنتيمتر واحد فقط. هذه القدرة تمثل أداة حاسمة في التنبؤ بالكوارث الطبيعية وإدارة البنى التحتية حول العالم.
- إنجاز هندسي غير مسبوق
عملية نشر "الطبق الذهبي" مثّلت تحديا هندسيا استثنائيا، إذ تم:
طي الإطار الذي يبلغ وزنه نحو 646 كغ على شكل مظلة ضخمة.
مد ذراع بطول تسعة أمتار، تلاها فتح الأجنحة على مدى أسبوعين.
هذا الإنجاز يسمح لـ NISAR بمحاكاة "عدسة مستحيلة" بفضل تقنية رادار الفتحة التركيبية (SAR)، حيث يمكن إنشاء صور عالية الدقة بل وحتى أفلام ثلاثية الأبعاد للتغيرات التي يشهدها سطح الأرض.
- امتداد لتاريخ تكنولوجيا الرادار
يُعد NISAR تتويجا لعقود من تطوير تكنولوجيا الرادار الفضائي:
عام 1978: قمر Seasat أثبت لأول مرة فعالية رادارات الاستشعار عن بعد.
في التسعينيات: مهمة Magellan كشفت معالم كوكب الزهرة المخفي تحت الغيوم.
اليوم: يأخذ NISAR هذه التقنية إلى مستوى جديد ليصبح أداة عالمية للإنذار المبكر والرصد البيئي، مع تأثير مباشر على حياة ملايين البشر.