فظائع تقشعر منها الأبدان..وتشيب حين ذكرها رؤوس الغلمان.
حين يتحول الطغيان إلى مجرة دم، وتغدو غزة أوراكل يقرأ فيه العالم نبوءات الحرية، ينكشف القناع عن كيان نازي يستعيد مخطوطاته القديمة: قصف معلن وحصار مموه، حصار اقتصادي يتقاطع مع حصار أنثربولجي للهوية، حرب نفسية توازي حربا ميدانية. هنا، لاتكفي اللغة لتوصيف الجريمة، لأن الجريمة نفسها أضحت ميتافيزيقيا الطغيان.
” تكتيكات الإبادة ووحشيتها المنظمة"
الهيكل الأسود لايقاتل بالسلاح وحده، بل يشن حرب هجينة متعددة الأبعاد:
. نار الثريا: قصف جوي يطال المستشفيات والمدارس.
. حصار الثرى: خنق الغذاء والدواء في معابر الموت.
. ظلال السيبر: هجوم رقمي على الإتصالات والوعي الجمعي.
. التطهير الثقافي: محو الرموز والذاكرة الفلسطينية من المناهج والخطاب العام.
إنها ليست مجرد حرب تقليدية، بل هندسة إبادة، حيث تلتقي النعومة مع القسوة في مسرح واحد.
” الخسائر المسكوت عنها "
رغم كل ذلك، يتكتم العدو على مايتكبد من خسائر فادحة:
. دبابات وجرافات وحاملات جند تتحول إلى خردة على تخوم القطاع.
منظومات ”القبة الحديدية" تخترق بوسائل تبدو بدائية لكنها تحمل عبقرية ميدانية.
. طائرات مسيرة تسقط بيد مقاومين.
. إنهيار سايكلوجي يضرب الجنود، تحاول الرقابة العسكرية حجب صداه.
هذه ليست تفاصيل متناثرة، بل شرخ بنيوي في العقيدة الأمنية الصهيونية، وحائط ردع يتداعى كجدار كرتوني.
” فلسفة الصمود والثبات "
في المقابل يكتب شعب غزة الصمود والبسالة والعزة ملحمته بصمود إستراتيجي يتجاوز البراغماتية إلى ميتافيزيقية المقاومة:
- أطفال يولدون تحت وطأة القصف فيتحولون إلى أيقونات أمل.
- أنفاق تتحول إلى شرايين حياة.
- تكتيكات هجينة تربك غرف العمليات في تل أبيب.
المقاومة ليست ردة فعل آنية، بل شرعية، قانونية وأخلاقية ضمن سجل حركات التحرر العالمي. وهي تمارس ذكاء عملياتيا يتنبأ بضربات نوعية قادمة، تجعل الكيان يترنح في قلب حصونه.
” أحجار شطرنج يحركها الثنائي الشيطاني"
أما حركات الدم والتكفير والإجرام والتخريب المتأسلم المتطرف التي تسير وفقا لفتاوى شيوخ التكفير والظلام، ” شيوخ الناتو وحماة الكيان " في في صمتها أشد خيانة من سيف العدو. يطلق مشايخها الفتاوى ضد الشعوب والجيوش التي تنتهج خط مقاومة المحتل الغاصب، لكن أمام جرائم غزة ” صم بكم عمي" وليست المسألة إزدواجية فحسب بل جينالوجيا خزي وعار تكشف كيف تحولت إلى أدوات في يد المشروع الإستعماري الإستدماري.
المعادلة واضحة فاضحة صادحة: كل إحتلال و حصار يولد راديكالية مقاومة، كل مجزرة تنجب بطلا جديدا. وكل عملية عدوانية تنقلب إلى ارتداء إستراتيجي ضد فاعلها. غزة لم تعد محاصرة، بل نصا كونيا يعيد تعريف معاني الصمود والحرية. والكيان، مهما تستر على خسائره، لن يغير الحقيقة الجوهرية: أن الدم الفلسطيني الذكي الطاهر يكتب أبجدية لا تمحى. وأن القادم سيكون أكثر هولا وإيلاما في قلب محراب الهيكل الأسود.
وبكلمة ختامية:
يشرفني أن أبقى رمز للفكر ومرجعية للرأي، وراية تنطق باسم المكلومين المظلومين تتلألأ في سماء الإعلام، وصوت يصدح بالحق وسط صخب الأوهام.
صرح الحكمة الموارية، وثوار الفكر الثاقب..
وبالرغم من أنوف المتخاذلون.
مفكر محلل سياسي وإعلامي سوري سابق في الغربة