الحرب الاقليمية الثانية.
مقالات
الحرب الاقليمية الثانية.
م. زياد أبو الرجا
4 أيلول 2025 , 16:55 م


*اذا قمنا بعملية الربط بين تصريحات الرىيس الامريكي دونالد ترامب،وتصريحات رئيس اركان جيش الكيان الصهيوني ايال زامير،وتقرير موقع واللا العبري.نستنتج انها بمجملها تشكل عملية تمويه وخداع استراتيجي لحرب اقليمية ثانية.

مما قاله ترامب: ان الحرب على غزة الحقت اضرارا بصورة اسرائيل داخل بلاده،وان نفوذها تضاءل داخل الكونغرس والدوائر السياسية.وان زمن عدم انتقاد اسرائيل في الولايات المتحدة حفاظا على المستقبل السياسي قد انتهى،بسبب مواصلة الحرب في غزة.

جاءت تصريحات ترامب بعد استطلاع اجرته جامعة هارفارد ومؤسسة هاريس اظهر ان 60 بالمائة من الشباب الامريكي بين 18 و 24 عاما يدعمون حركة حماس ضد اسرائيل في هذه الحرب.وتدعم هذه النتاىج استطلاعا اخر تقول مراسلة الجزيرة وجد وقفي ان مؤسسة "بيو" اجرته في اذار/مارس الماضي وكشف ان الشارع الامريكي لم يعد راضيا عن اسرائيل التي خسرت 11 نقطة من نفوذها داخل امريكا .

وبعيدا عن موقف ترامب من الحرب فان تصريحه الاخير "يمثل قرارا تاريخيا غير مسبوق بتراجع النفوذ الاسرائيلي داخل الكونغرس"فضلا عن انه فضح كافة الاعضاء السابقين واقر بانهم كانوا تحت سيطرة اسرائيل" كما قالت مراسلة الجزيرة خلال برنامج (( ما وراء الخبر)).ولا يمكن التعاملات كلام ترامب على أنه مجرد تصريحات شخصية براي مراسلة الجزيرة -لانه يتلقى احاطات استخبارية يومية مما يعني ان حديثه مبني على معلومات-.كما ان كلام ترامب يعتبر تاكيدا لما كان الامريكيين يتداولونه على مواقع التواصل بشان تدني مكانة اسرائيل التي لم يكن يجرؤ عضو بالكونغرس على انتقادها كم يحدث الان.والاهم -بحسب وجد وقفي -هو تغير الموقف الشبابي الامريكي من اسرائيل لان هؤلاء سيصبحون الساسة الذين سيحددون في المستقبل توجهات الولايات المتحدة.بل وسيقودونها.بيد ان هذه التصريحات -التي تؤكد حقيقة ان اسرائيل لم تعد تلك البقرة المقدسة التي يحرم المساس بها داخل امريكا-لا يعني تغييرا في سياسة واشنطن تجاه اسرائيل،وربما تحمل دعوة لتسريع حسم الحرب على قطاع غزةبرأي محللين فترامب من وجهة نظر استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي يعيش وضعا صعبا داخل حزبه وداخل حركة "ماغا" التي اوصلته للبيت الابيض مرتين وهذا ما دفعه للقيام بهذا الانقلاب وربما اعادة الحسابات"ووصفت "ماغا" ما تقوم به اسرائيل في قطاع غزة بانه (( ابادة جماعية)) وهو الوصف نفسه الذي اكدته النائبة الجمهورية مارغوري تيلر التي كات ترامب يفكر في ترشيحها نائبة له خلال الانتخابات.ولم يكن حديث تيلر شخصيا لان العضو الجمهوري ستيفن بانون اكد ما قالته هذه النائبة ((يلقى صدى داخل الولايات المتحدة)).لذلك يعتقد الشايجي ان ترامب ((يحاول ايصال-رسالة الى بنيامين نتنياهو- المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية-بانه يواجه ازمة داخل حزبه فضلا عن الهجوم المتزايد من التقدميين ومن نواب جمهوريين )).

مع ان كبير الباحثين بالمجلس الامريكي للسياسة الخارجية جيمس روبنز يعترف بتراجع شعبية اسرائيل داخل الحزب الجمهوري ،فانه يشدد على ان ترامب ((لا يزال الاكثر عددا لصالح اسرائيل ودعما لها )).ورغم ان ترامب كان يتكلم كرئيس دولة ولا يمكن التعامل مع تصريحاته كرأي شخصي،لكن الأمر-برأي روبنز-لا يعدو كونه مصارحة سياسية (( لا تغييرا في السياسة الخارجية للبلاد)).والى جانب ذلك فان ترامب يريد من هذا الكلام انهاء الحرب بغض النظر عن الطريقة التي ستنتهي بها،وهو على الارجح لا يحاول دفع اسرائيل للقبول بصفقة وانما يحاول دفعها لتحقيق نصر عسكري حاسم وسريع كما يقول روبنز.

*تصريحات رئيس اركان جيش الكيان الصهيوني ريال زامير المتضاربة: لن نوقف الحرب قبل اخضاع العدو.وان حماس لن تجد اي مكان تلجأ اليه الان.وانه سيتم الحاق اربعين الف جندي احتياط من اجل الهجوم على غزة.وقال:انه يحث السياسيين على اتفاق لوقف اطلاق النار،وقال ان الحملة على غزة ستعرض الرهائن للخطر ووضع المزيد من الضغط على الجيش المنهك بالفعل ! اما جنود الاحتياط يقولون:اننا نفتقر الى استراتيجية متماسكة بشان غزة او خطة لما بعد الحرب في القطاع او مقاييس واضحة للانتصار وغير راضين عن خطط الحكومة.

* تقرير موقع واللا العبري :سلط تقرير "واللا" الضوء على ابرز مسؤولي حركة حماس المتواجدين في الخارج،عقب تصريح رئيس الاركان ايال زامير بان الجيش الاسرائيلي سيصل اليهم ايضا بعد ان اعلنت اسرائيل مؤخرا عن اغتيال ابو عبيدة المتحدث العسكري لحركة "حماس" وبعد ذلك قال رئيس الاركان :(( يدنا لا تزال ممدودة ..غالبية قيادة "حماس" موجودة في الخارج،وسنصل اليهم ايضا )) تم اغتيال صالح العاروري في بيروت بلبنان

تم اغتيال اسماعيل هنية في يوليو ٢٠٢٤ في طهران ايران واثر هذا التصريح نشر موقع واللا تقريرا رصد فيه ((كبار مسؤولي حماس المقيمين في الخارج والمعرضين للاغتيال المستهدف.

١-خالد. مشعل رىيس المكتب السياسي ويقيم في قطر.

٢- خليل الحية الذي يعتبر احد ابرز الشخصيات في عملية المفاوضات مع اسراىيل ومن مديري السياسة الخارجية ل "حماس" ومقره في قطر.

٣- زاهر جبارين،احد مؤسسي الجناح العسكري للحركة ورئيس المكتب المالي ل "حماس" ويقيم في تركيا

٤- محمد اسماعيل درويش

- ،وهو مسؤول بارز في مجلس الشورى ومقره في قطر.

٥- موسى ابو مرزوق الذي يعتبر نائبا لرئيس المكتب السياسي ومقره في قطر.

٦- علي بركة،المسؤول عن العلاقات الخارجية ويقيم في لبنان.

٧- نزار عوض،عضو المكتب السياسي ومن مديري المفاوضات مع اسرائيل ويقيم في قطر.

٨- غازي حمد ،عضو المكتب السياسي والملم بتفاصيل المفاوضات مع اسرائيل وصاحب نفوذ كبير على السياسة الخارجية ويقيم في قطر.

٩- فتحي حماد،وهو مسؤول بارز في جهاز الدعاية والاعلام ويقيم في تركيا.

وجاء في التقرير :(( تمت مناقشة سياسة الاغتيلالات المستهدفة لقيادات حماس عدة مرات داخل المنظومة الامنية،وتقع مسؤوليتها بشكل اساسي على عاتق الموساد والشاباك.الا انها تعرف بانها قضية سياسية بسبب حساسيتها السياسية الكبيرة للغاية، خاصة الى مواقع كبار مسؤولي حماس في دول مثل تركيا وقطر ومصر في هذه المرحلة،ولا يعرف عن اي قرار للكابينت باغتيال مسؤولين بارزين في هذه الدول.

*اما بنيامين نتنياهو الذي سبق وان كتبت انه الذي يقود الصراع الاستراتيجي القائم على القضاء المبرم على "حماس".كما انه يعتبر اسرائيل من البحر الى النهر، ولا مكان لوجود اية كيانية فلسطينية،وهو مصمم على عدم التراجع لانه يدرك عن وعي تداعيات ذلك على الجغرافيا السياسية للاقليم فيما يتعلق بوجود كيانه ووجود الدول المصنعة وظيفيا لخدمة الاستراتيجيات الغربية في الشرق الاوسط.وبناء على ما تقدم فان الحرب القادمة ستنخرط فيها عدة دول اقليمية بمساندة قوى دولية وستقف دول الاطلسي المنافقة الى جانب الكيان.هذا الوضع يضع ايران في عين العاصفة لانها ستكون المستهدف الاول.من هنا جاءت زيارة الرئيس الايراني لعواصم القرار الاسيوية لمعرفة موقفها الواضح من الحرب القادمة ومدى التزامها بعدم التفريط بالجغرافيا السياسية في قلب اسيا لصالح قوى النيوليبرالية المتوحشة في امريكا واوروبا.

ستكون هذه الحرب اشد ضراوة وفتكا ودمارا،ولن تنتهي الا بانتصار احد الطرفين انتصارا بائنا،وهزيمة نكراء مدوية للطرف الاخر.يتوقع معظم المحللين ان تقع الحرب هذا العام.هل سيكون السادس او السابع من اكتوبر اندلاع شرارتها؟والسؤال الاهم من سيشعل نارها وهل ستتحرك دول عربية فيها لصالح اسرائيل؟كل ذلك رهن بما يجري في غرف العمليات المغلقة،التي لا نعرف ما يغلي في مراجلها. المؤكد ان تصريحات الرئيس الامريكي ترامب ورئيس الاركان الاسرائيلي ايال زامير

ما هي الا عملية تمويه وخداع استراتيجي .وان على المؤمن ان لا يدفع من ذات الجحر مرتين.

مهندس/زياد ابو الرجا