تمكن فريق بحثي مصري من تطوير علاج محتمل للأطفال المصابين بـ اضطراب طيف التوحد (ASD)، يعتمد على مستحلب نانوي مبتكر من فيتامين D3، يتميز بسهولة الامتصاص ولا يحتاج إلى وصفة طبية.
تحسين ملحوظ في أعراض التوحد
كشفت التجارب السريرية الأولية أن هذا الشكل الجديد من فيتامين D3 ساعد الأطفال على تحقيق تحسن كبير في الأعراض الأساسية للتوحد، بما في ذلك:
تعزيز التواصل الاجتماعي.
تحسين المهارات اللغوية.
تطوير السلوكيات التكيفية والقدرات اليومية.
ويأتي هذا الاكتشاف استنادًا إلى أبحاث سابقة أوضحت أن الأطفال المصابين بالتوحد غالبا ما يعانون من انخفاض مستويات فيتامين D3 مقارنة بالأطفال الأصحاء، وهو ما قد يزيد من صعوبة التواصل والاضطرابات السلوكية المتكررة.
تقنية مبتكرة لزيادة الامتصاص
تواجه الأقراص التقليدية لفيتامين D3 مشكلة في الامتصاص، إذ تتطلب وجود دهون غذائية، وهو ما قد لا يتوافر لدى الأطفال الذين يفتقرون إلى التعرض الكافي لأشعة الشمس. ولحل هذه المعضلة، ابتكر الفريق البحثي مستحلبا نانويا يُغلف فيتامين D3 داخل جزيئات دقيقة من زيت الزيتون، مما يتيح امتصاصه مباشرة دون الحاجة لتناول وجبة دسمة.
تفاصيل الدراسة
شارك في الدراسة 80 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات، حيث قُسموا إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى: تلقت المستحلب النانوي.
المجموعة الثانية: حصلت على النسخة القياسية من الفيتامين.
وتم إعطاء القطرات السائلة مرة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر.
أظهرت النتائج أن الأطفال الذين تناولوا المستحلب النانوي شهدوا:
ارتفاعا في مستويات فيتامين D3 في الدم بنسبة 141%، مقارنة بـ 54% في المجموعة الأخرى.
تحسنا كبيرا في شدة أعراض التوحد، مع زيادة واضحة في الذكاء الاجتماعي، المهارات اللغوية، والأداء الحركي الدقيق.
- أهمية فيتامين D3 للدماغ
أكد الباحثون أن فيتامين D3 يلعب دورا جوهريا في:
نمو الخلايا العصبية.
إنتاج النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين.
حماية الدماغ بفضل خصائصه المضادة للالتهابات والأكسدة.
كما أن تنظيم السيروتونين في الدماغ يساعد على تحسين المزاج، تقليل التوتر، وتعزيز القدرة على التركيز ومعالجة المحفزات الخارجية مثل الكلام والأصوات.
تحديات أمام التطبيق العملي
ورغم النتائج الواعدة، أوضح الفريق أن المنتج يواجه تحديات تنظيمية؛ إذ تصنفه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كنظام جديد لتوصيل الأدوية، ما يتطلب إجراء مراجعات سلامة موسعة وتجارب سريرية إضافية قبل إتاحته على نطاق واسع.
يمثل هذا الابتكار المصري خطوة مهمة نحو تطوير علاجات طبيعية وآمنة للأطفال المصابين بالتوحد، ويعزز الأمل في تحسين جودة حياتهم عبر حلول دوائية أكثر فعالية تعتمد على تقنيات النانو الحديثة.
وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة LabMed Discovery المرموقة.